وَفِي يَوْم الْأَحَد سادس ربيع الآخر: قبض على الْأَمِير سيف الدّين قطلوبغا الْفَخر والأمير سيف الدّين طشتمر حمص أَخْضَر الساقي. وَأخرج قطلوبغا على إقطاع أيدغدي التليلي بِدِمَشْق فِي يَوْم السبت ثَانِي عشريه. وَأَفْرج عَن طشتمر وَاسْتمرّ على حَاله. وَسبب مسكهما أَن السُّلْطَان وجد ورقة فِيهَا أَنَّهُمَا اتفقَا على قَتله فَقَامَ الْأُمَرَاء وكذبوا هَذَا القَوْل فَإِنَّهُ من فعل من يُرِيد الْفِتْنَة ومازالوا حَتَّى أفرج عَنْهُمَا. وَفِيه اسْتَقر الْأَمِير عز الدّين دقماق نقيب الجيوش عوضا عَن شمس الدّين المهمندار مُضَافا لما بِيَدِهِ من نقابة المماليك. وَاسْتقر المهمندار على المهمندارية. وَفِي يَوْم الْخَمِيس مستهل جُمَادَى الأولى: قبض على الْأَمِير بهاء الدّين أصلم وعَلى أَخِيه سيف الدّين قرمجي وَجَمَاعَة من القبجاقية. وَسبب ذَلِك أَن أصلم عرض سلَاح خاناه وَجلسَ بإصطبله وألبس خيله عدَّة الْحَرْب وعرضها يَوْمه كُله فوشي بِهِ إِلَى السُّلْطَان بعض أعدائه بِأَنَّهُ قد عزم هُوَ وَأَخُوهُ قرمجي وَجَمَاعَة جنس القبجاق أَن يهجموا على السُّلْطَان ويغيروا الدولة وَأَنه أمس عرض عدده وألبس خيله ورتبهم للرُّكُوب. وَكتب هَذَا فِي ورقة وَأَلْقَاهَا أحدهم فِي الإصطبل السلطاني. فَلَمَّا وقف السُّلْطَان عَلَيْهَا تغير تغيراً زَائِدا وَكَانَت عَادَته أَنه لَا يكذب فِي الشَّرّ خَبرا وَبعث من فوره يسْأَل أصلم مَعَ الْحَاجِب ألماس عَمَّا كَانَ يعمله أمس فِي إصطبله فَذكر أَنه اشْترى عدَّة أسلحة فعرضها على خيله لينْظر مَا يُنَاسب كل فرس مِنْهَا فَصدق السُّلْطَان مَا نقل عَنهُ وَقبض عَلَيْهِ وعَلى أَخِيه وَأهل جنسه وعَلى قيران صهر قرمجي وانكبار أخي آقول الحاحب وسفروا إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة مَعَ صَلَاح الدّين طرخان بن بدر الدّين بيسري الشمسي وبرلغي قريب السُّلْطَان وَكَانَا مسجونين بقلعة الْجَبَل. وأفرد أصلم فِي برج بالقلعة. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ تَاسِع عشره: قدم الْأَمِير حُسَيْن بن جندر بك من الشَّام فَخلع عَلَيْهِ أطلس بطرز زركش وكلفتاه زرك! ش وحياصة مجوهرة وأنعم عَلَيْهِ بإقطاع الْأَمِير أصلم. وَفِيه سَار الْأَمِير حسام الدّين حُسَيْن بن خربندا إِلَى الشَّام وَقد كَانَ فر من بِلَاد التتار وشمله الإنعام السلطاني وَصَارَ من جملَة أُمَرَاء الطبلخاناه. وَفِيه قدمت رسل اصطنبول فَأسلم مِنْهُم نفران وهما آقسنقر وبهادر وأنعم على آقسنقر بإمرة عشرَة بديار مصر وعَلى بهادر بِخبْز جند وَكَانَا أخوة. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَالِث جُمَادَى الْآخِرَة: عقد على الْأَمِير سيف الدّين قوصون بالقلعة عقد ابْنة السُّلْطَان بالقلعة وَتَوَلَّى عقد النِّكَاح قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين مُحَمَّد بن الحريري الْحَنَفِيّ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute