للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بمَكَان قَتله. وَحضر الرُّسُل إِلَى الْخدمَة السُّلْطَانِيَّة فِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع شَوَّال وركبوا مَعَ السُّلْطَان إِلَى الميدان فِي يَوْم السبت سادسه ثمَّ حَضَرُوا إِلَى الْخدمَة السُّلْطَانِيَّة فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثامنه وَكلهمْ الْخلْع والإنعام وأعيدوا إِلَى مرسلهم فِي هَذَا الْيَوْم وَتوجه مَعَهم الْأَمِير سيف الدّين أيتمش المحمدي برسالة السُّلْطَان إِلَى الْملك أبي سعيد كَمَا تقدم وفيهَا وَقع فِي زروع أَرض مصر أفة من الدودة عِنْد أَوَان الزَّرْع عقيب حر شَدِيد حَتَّى عَم ذَلِك أَكثر الزَّرْع فَكتب إِلَى الْوُلَاة بِكِتَابَة مَا تلف فَوجدَ قد تلف فِي بعض الْبِلَاد نصف الزَّرْع وَمَا دونه فِي غَيرهَا. وتحسن السّعر فَبلغ الْقَمْح إِلَى عشْرين الأردب بعد ثَلَاثَة عشر. وفيهَا هبت ريح سَوْدَاء بَعْدَمَا أرعدت السَّمَاء وأبرقت حَتَّى كَانَ الْإِنْسَان لَا يبصر رَفِيقه وَحَتَّى ردَّتْ وُجُوه الْحِيَل إِلَى وَرَائِهَا وَلم يسْتَطع أحد أَن يثبت فَوق فرسه وَلَا أَن يقف على رجلَيْهِ فَوق الأَرْض بل تلقيه الرّيح وَكَانَ ذَلِك بِبِلَاد فوة بَحر الغرب وَسَائِر الْوَجْه البحري. وغرق بهَا من المراكب شَيْء كثير وتقصفت عدَّة من النّخل واقتلعت شَجَرَة جميزه كبيره من أَصْلهَا بِنَاحِيَة فوه وَمَرَّتْ بهَا قدر مِائَتي قَصَبَة فَلَمَّا قطعت حمل خشبها تِسْعَة أحمال جمال. وَمر من ذَلِك فِي البرين الغربي والشرقي عجائب وهدمت عدَّة دور ثمَّ أمْطرت بعد أَيَّام مَطَرا عَظِيما سَالَ مِنْهُ إِلَى مَدِينَة بلبيس حَتَّى خرب كثير مِنْهَا وَجرى السَّيْل إِلَى المطرية وأمطرت بِالْقَاهِرَةِ ومصر ثَلَاثَة أَيَّام مَطَرا لم يعْهَد مثله تلف مِنْهُ عَامَّة السقوف. وفيهَا اشْتَدَّ بَأْس الْأَمِير قدادار وَالِي الْقَاهِرَة وتسلط على الْعَامَّة بِكَثْرَة سفلك الدِّمَاء. وَكَانَ قد رسم لجَمِيع الْوُلَاة أَلا يقتلُوا أحدا وَلَا يقطعوا يَده إِلَّا بعد مُشَاورَة السُّلْطَان خلا قدادار فَإِنَّهُ لَا يشاور على مُفسد وَلَا غَيره. فَانْطَلَقت يَده فِي سَائِر النَّاس وَأقَام عَنهُ نَائِبا من بطالي الحسينية ضمن المسطبة مِنْهُ فِي كل يَوْم بثلاثمائة دِرْهَم وَأَتَتْ الطَّائِفَة الْمَعْرُوفَة بالمستصنعين فِي الْمَدِينَة وَعمِلُوا أعمالاً شنيعة وَكَتَبُوا لأرباب الْأَمْوَال أوراقاً

<<  <  ج: ص:  >  >>