للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثمَّ خرج السُّلْطَان إِلَى الْقصر الأبلق وَفرق مثالات على الْأَيْتَام وَعمل سماطاً جَلِيلًا وخلع على جَمِيع أَرْبَاب الْوَظَائِف. وأنعم السُّلْطَان على الْمُجبر بِعشْرَة أُلَّاف دِرْهَم ورسم لَهُ أَن يَدُور على جَمِيع الْأُمَرَاء فَلم يتَأَخَّر أحد من الْأُمَرَاء عَن إفَاضَة الْخلْع عَلَيْهِ وإعطائه المَال فَحصل لَهُ مَا يجل وَصفه وَكَانَت هَذِه الْأَيَّام مِمَّا ينْدر وُقُوع مثله. وَفِي خَامِس عشره: قدمت رسل ريدافرنس فِي طلب الْقُدس وبلاد السَّاحِل وعدتهم مائَة وَعِشْرُونَ رجلا فَأنْكر السُّلْطَان عَلَيْهِم وعَلى مرسلهم وأهانهم ثمَّ رسم بعودهم إِلَى بِلَادهمْ. وَفِيه: سَار الْأَمِير أقبغا عبد الْوَاحِد إِلَى الْبِلَاد الشامية يبشر بعافية السُّلْطَان فدقت فِي جَمِيع ممالك الشَّام البشائر وعملت بهَا الأفراح وَحصل لأقبغا من سَائِر أَصْنَاف المَال مَا يجل وَصفه بِحَيْثُ بلغت قِيمَته نَحْو مائَة ألف دِينَار. وَفِيه: عزل علم الدّين الإسنائي عَن قَضَاء الْإسْكَنْدَريَّة لمضادته الْأَمِير ييربر الجمدار نَائِب الثغر. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سادس عشريه: أفرج عَن الْأَمِير سيف الدّين بهادر المعزى وأنعم عَلَيْهِ بخيل وَثيَاب بَعْدَمَا أَقَامَ فِي الاعتقال خمس عشرَة سنة وَثَلَاثَة أشهر وَسِتَّة عشر يَوْمًا. فَلَمَّا ورد الْخَبَر بوفاة الْأَمِير سيف الدّين بهادر آص وأنعم بتقدمته بِدِمَشْق على الْأَمِير علم الدّين سنجر الجمقدار وَأخرج إِلَى دمشق وأنعم على بهادر المعزى بإقطاع سنجر الْمَذْكُور. وَفِي هَذِه الْمدَّة وَقع بِدِمَشْق اضْطِرَاب فِي عيار الذَّهَب فَإِنَّهُ تغير وَنقص وَغرم النَّاس فِيهِ جملَة كَثِيرَة. وصادر الْأَمِير تنكز أهل دَار الضَّرْب وَأخذ مِنْهُم خمسائة ألف دِرْهَم وتقرر سعر الدِّينَار من تِسْعَة عشر درهما إِلَى أحد وَعشْرين درهما وَأَن يكون صرف الدِّينَار الْجَدِيد وَفِي الْعشْرين من شهر رَجَب: قدمت رسل أبي سعيد بن خربند للهناء بعافية السُّلْطَان فأكرموا وأعيدوا فِي سَابِع عشريه. وقدمت أَيْضا رسل الشَّيْخ حسن الجلايري نَائِب أبي سعيد بعد رحيل الْمَذْكُورين فأدوا رسالتهم وأعيدوا فِي آخِره. وَفِي هَذَا الشَّهْر: أحرقت كنيسه الممكية بِمصْر حَتَّى صَارَت عمدها الرخام جيراً وَكَانَ بجانبها مَسْجِد لم تصبه النَّار فرسم لِلنَّصَارَى بإعادتها فأعيدت.

<<  <  ج: ص:  >  >>