خمسين قِطْعَة وَعَلِيهِ الْحَاجِب لُؤْلُؤ فِي منتصف ذِي الْقعدَة فبدد شَمل مراكب الفرنج وظفر ببطستين للفرنج. فاستظهر الْمُسلمُونَ الَّذين بعكا وَقَوي جأشهم بالأسطول وَكَانُوا نَحْو الْعشْرَة آلَاف. وَبعث السُّلْطَان إِلَى الْأَطْرَاف يحث النَّاس على الْجِهَاد وَأرْسل إِلَى أَخِيه سيف الْإِسْلَام طغتكين بِالْيمن يطْلب مِنْهُ الْإِعَانَة بِالْمَالِ وَإِلَى مظفر الدّين قر أرسلان صَاحب الْعَجم وَكتب إِلَى الْخَلِيفَة. ووصلت الأمداد إِلَى الفرنج وَورد الْخَبَر من حلب بِخُرُوج ملك الألمان من الْقُسْطَنْطِينِيَّة فِي عدَّة عَظِيمَة تتجاور الْألف ألف يُرِيدُونَ الْبِلَاد الإسلامية فَاشْتَدَّ الْأَمر على السُّلْطَان وَمن مَعَه من الْمُسلمين. وَتُوفِّي فِي هَذِه السّنة حسام الدّين سنقر الخلاطي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سَابِع عشري رَجَب والأمير حسام الدّين طمان يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشر شعْبَان والأمير عز الدّين موسك بن جكو فِي شعْبَان وَهُوَ ابْن خَال السُّلْطَان صَلَاح الدّين. وَمَات شرف الدّين أَبُو سعد عبد الله بن أبي عصرون بِدِمَشْق يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشر رَمَضَان ومولده أول سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة. وَمَات ضِيَاء الدّين عِيسَى الهكاري يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع ذِي الْقعدَة بِمَنْزِلَة الخروبة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute