عكا إِلَى جِهَة أنطاكية وَوَقع فِيمَن بَقِي مَعَه مرض كثير وَأمر بتخريب سور طبرية ويافا وأرسوف وقيسارية وصيدا وجبيل فخرب ذَلِك وَنقل من كَانَ فِيهَا إِلَى بيروت وطمع الفرنج فِي السُّلْطَان لقلَّة من بَقِي مَعَه فَرَكبُوا لحربه ونهبوا وطاق الْملك الْعَادِل. وَكَانَت للْمُسلمين مَعَهم حَرْب انْكَسَرَ فِيهَا الفرنج إِلَى خيامهم وَقتل مِنْهُم آلَاف فوهت قواهم. غير أَن المدد أَتَاهُم ونصبوا المجانيق على عكا فتحول السُّلْطَان إِلَى الحزوبة فَوَافى كتاب ملك الرّوم بقسطنطينية يخبر بوصول الْمِنْبَر من عِنْد السُّلْطَان وَكَذَلِكَ الْخَطِيب والمؤذنين والقراء وَأَن الْخطْبَة أُقِيمَت وَسَار ابْن ملك الألمان عَن أنطاكية إِلَى طرابلس فِي جيوشه وَركب مِنْهَا الْبَحْر إِلَى عكا فوصل إِلَيْهَا سادس رَمَضَان فَأَقَامَ عَلَيْهَا إِلَى أَن هلك ثَانِي عشر ذِي الْحجَّة بَعْدَمَا حَارب الْمُسلمين فَلم ينل مِنْهُم كَبِير عرض. وَدخل الشتَاء وَقد طَالَتْ مُدَّة البيكار وضجرت العساكر من كَثْرَة الْقِتَال فَرَحل صَاحب سنجار وَصَاحب الجزيرة وَصَاحب الْموصل. وفيهَا تولى سيف الدولة أَبُو الميمون مبارك بن كَامِل بن منقذ شدّ الدَّوَاوِين بديار مصر وباشر الأسعد بن مماتي مَعَه الدِّيوَان فِي محرم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute