للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حمام الْملك السعيد قَرِيبا من الرميلة تَحت القلعة وَأخذ لذَلِك من إسطبل الْأَمِير أيدغمش قِطْعَة وَمن إسطبل الْأَمِير طشتمر الساقي قِطْعَة وَمن إسطبل الْأَمِير قوصون قِطْعَة وَنزل بِنَفسِهِ حَتَّى مرر أمره. وَتقدم السُّلْطَان إِلَى الْأَمِير قوصون أَن يَشْتَرِي الْأَمْلَاك الْمُجَاورَة لإسطبله بالرميلة تَحت القلعة ويضيفها إِلَى إسطبله وَأمر أَن يكون بَاب الإسطبلين اللَّذين أنشأهما أَيْضا للأميرين يلبغا وألنبغا تجاه حمام الْملك السعيد وَأقَام آقبغا عبد الْوَاحِد شادا بعمارة القصرين. فَاشْترى قوصون عدَّة أَمْلَاك وسع بمواضعها فِي اسطبله وَطرح النشو أنقاضها بأغلى الْأَثْمَان وَجعل قوصون بَاب إسطبله من الرميلة تجاه القلعة. وَأنْفق النشو على القصرين جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي عمارتها. وفيهَا قدمت عدَّة تجار من الشَّام بِثِيَاب بعلبكي كَثِيرَة فختم عَلَيْهَا وَأخذ عَنْهَا مَا جرت بِهِ الْعَادة للديوان من المكس. ثمَّ أَمر النشو بأخذها جَمِيعهَا بِقِيمَة اخْتَارَهَا ثمَّ طرحها على تجار الْقَاهِرَة بِثَلَاثَة أَمْثَال قيمتهَا وألزم مباشري الْخَتْم أَلا يختموا قماشاً حَتَّى يستأذنوه. فَقدم قفل عقيب ذَلِك فِيهِ تَاجر من جِهَة الْأَمِير بشتاك فَأخذ قماشه فِيمَا أَخذ وَطرح الْجَمِيع على التُّجَّار. فَادّعى ذَلِك التَّاجِر أَن قماشه إِنَّمَا هُوَ للأمير بشتاك فَضَربهُ النشو ضربا مبرحاً فشق ذَلِك على بشتاك وشكا أمره إِلَى السُّلْطَان. وَكَانَ النشو قد بلغ السُّلْطَان أَن تَاجِرًا يحضر كل سنة القماش على اسْم الْأَمِير بشتاك بِغَيْر مكس حَتَّى وَجب عَلَيْهِ للديوان مائَة ألف دِرْهَم وَقد أكسر مُعَاملَة السُّلْطَان وَأَنه قد أَخذ مَا أحضرهُ من القماش فانفعل السُّلْطَان لكَلَامه. وفيهَا عزل قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين مُحَمَّد الْقزْوِينِي. وَسبب ذَلِك وَلَده جمال الدّين عبد الله وَمَا كَانَ عَلَيْهِ من كَثْرَة اللَّهْو والشره فِي المَال وَأَخذه الرِّشْوَة من الْقُضَاة وَنَحْوهم وتبسطه فِي الترف حَتَّى إِنَّه قد اقتنى عدَّة كَثِيرَة من الْخُيُول ورتب لَهَا عدَّة من الأجاقية والركابين وسابق بهَا. وَكَانَ جمال الدّين شغف أَيْضا بِسَمَاع الْغناء ومعاشرة الْأَحْدَاث من أَوْلَاد الأكابر ومماليك الْأُمَرَاء وتجاهر بالمنكرات. فرمعت فِيهِ للسُّلْطَان تَتَضَمَّن شعرًا بِمَا هُوَ عَلَيْهِ فَأخْرجهُ السُّلْطَان إِلَى الشَّام ثمَّ أَعَادَهُ بسعي

<<  <  ج: ص:  >  >>