للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَتله ثمَّ يحمل مَا قتل مِنْهُ فِي شباك وَيحرق بالنَّار على بعد وَفِيهِمْ من يلقيه إِلَى النّيل فأفاموا مُدَّة شَهْرَيْن يحملون فِي الشباك كل يرم نو مائَة حمل. وشوهد مِنْهُ عجب: وَهُوَ أَن جمعا عَظِيما من فيران بيض خَرجُوا حَتَّى ملاوا الأَرْض فَخرج مقابلهم فيران سود وَاصْطَفُّوا صفّين فِي أَرض مساحتها فدنان ثمَّ تصايحوا وَحمل بَعضهم على بعض واقتتلوا سَاعَة وانكسرت الفيران السود وتبعهم الْبيض يَقْتُلُونَهُمْ حَتَّى مزقوهم فِي تِلْكَ الْأَرَاضِي وَكَانَ بِمحضر عَالم كَبِير من النَّاس فَكتب بذلك إِلَى السُّلْطَان والأمراء فانكسر للسُّلْطَان بِنَاحِيَة منفلوط بِسَبَب الفأر نَحْو سِتِّينَ ألف أردب فول. وفيهَا رفعت قصَّة إِلَى السُّلْطَان تَتَضَمَّن أَن الْأَمِير ملكتمر الْحِجَازِي يركب النّيل وَمَعَهُ أَرْبَاب الملاهي فِي عدَّة من المماليك السُّلْطَانِيَّة وَأَنَّهُمْ يَفْعَلُونَ كل فَاحِشَة وَيَأْخُذُونَ حرم النَّاس. فَاشْتَدَّ غضب السُّلْطَان وَطلب الْحِجَازِي وأخرق بِهِ وهدده بِالْقَتْلِ إِن عَاد يركب النّيل وَأخرج السُّلْطَان مِمَّن كَانَ يعاشره من المماليك سِتَّة وَثَلَاثِينَ رجلا إِلَى الْبِلَاد الشامية على الْبَرِيد من يومهم وَأخرج من الْغَد أَرْبَعِينَ مَمْلُوكا من أَصْحَابه بِسَبَب شربهم الْخمر وفيهَا تقدم السُّلْطَان إِلَى ولي القلعة أَلا يُمكن أَمِيرا من النُّزُول إِلَّا بمرسوم وَأمر نقيب الْجَيْش فدار على الْأُمَرَاء كلهم وأعلمهم أَلا ينزل أحد مِنْهُم من القلعة إِلَّا بمرسوم السُّلْطَان وَمن نزل فَلَا يبيت إِلَّا بالقلعة. وَركب أَمِير مَسْعُود الْحَاجِب - وَمَعَهُ وَالِي الْقَاهِرَة - وَهدم مرامي النشاب الَّتِي بناها الْأُمَرَاء لرمي النشاب خَارج الْقَاهِرَة وَطلب جَمِيع صناع النشاب ومنعهم من عمل النشاب الميداني وَبيعه لسَائِر النَّاس وَأمر بدكاكين البندقانيين فغلقت وَمنع من عمل أقواس البندق وَبَيْعهَا وَقصد السُّلْطَان بذلك كف أَسبَاب اللَّهْو فَإِنَّهُ كَانَ يكره من يلْعَب ويلهو عَن شغله وخدمته. وفيهَا شفع الْأَمِير مُوسَى بن مهنا فِي لُؤْلُؤ وَغَيره من المصادرين فرسم السُّلْطَان لشاد الدَّوَاوِين بِكِتَابَة أسمائهم - وَكَانُوا خَمْسَة وَثَلَاثِينَ رجلا وَمِنْهُم قرموط وَأَوْلَاد التَّاج فأفرج عَنْهُم أما خلا قرموط وَأَوْلَاد التَّاج. وفيهَا أنشأ الْأَمِير أقبغا عبد الْوَاحِد مدرسة بجوار الْجَامِع الْأَزْهَر وَكَانَ موضعهَا دَار الْأَمِير ابْن الْحلِيّ وألزم الصناع بالعمائر السُّلْطَانِيَّة أَن يعملوا فِيهَا يَوْمًا من الْأُسْبُوع بِغَيْر

<<  <  ج: ص:  >  >>