للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرملة وَوَقع الصُّلْح بَين السُّلْطَان والفرنج لثمان بَقينَ من شعْبَان. وعقدت هدنة عَامَّة فِي الْبر وَالْبَحْر مُدَّة ثَلَاث سِنِين وَثَلَاثَة أشهر أَولهَا حادي عشر شعْبَان وَهُوَ أول شهر أيلول على أَن يكون للفرنج من يافا إِلَى عكا إِلَى صور وطرابلس وأنطاكية. وَنُودِيَ فِي الوطاقات وأسواق الْعَسْكَر: أَلا إِن الصُّلْح قد انتظم فَمن شَاءَ من بِلَادهمْ يدْخل بِلَادنَا فَلْيفْعَل وَمن شَاءَ من بِلَادنَا يدْخل بِلَادهمْ فَلْيفْعَل. وَكَانَ يَوْم الصُّلْح يَوْمًا مشهودا عَم فِيهِ الطَّائِفَتَيْنِ الْفَرح وَالسُّرُور لما نالهم من طول الْحَرْب. فاختلط عَسْكَر الفرنج بعسكر الْمُسلمين ورحل جمَاعَة من الْمُسلمين إِلَى يافا للتِّجَارَة وَدخل خلق عَظِيم من الفرنج إِلَى الْقُدس بِسَبَب الزِّيَارَة فأكرمهم السُّلْطَان وَمد لَهُم الْأَطْعِمَة وباسطهم. ورحل مُلُوك الفرنج إِلَى نَاحيَة عكا ورحل السُّلْطَان إِلَى الْقُدس وَسَار مِنْهَا إِلَى دمشق ملقيه الْأَمر بهاء الدّين قراقوش وَقد تخلص من الْأسر على طبرية. وَدخل السُّلْطَان إِلَى دمشق لخمس بَقينَ من شَوَّال فَكَانَت غيبته عَنْهَا أَربع سِنِين. وَأذن للعساكر فِي التَّفَرُّق إِلَى بِلَادهمْ فَسَارُوا إِلَيْهَا وَبَقِي عِنْد السُّلْطَان ابْنه الْأَفْضَل عَليّ وَالْقَاضِي الْفَاضِل. وفيهَا انْتقل سعر الفول بديار مصر من خَمْسَة عشر دِينَارا إِلَى ثَلَاثِينَ دِينَارا الْمِائَة أردب بِحكم ان المُشْتَرِي لعلوفة الوسية العادلية خَمْسُونَ ألف أردب. وفيهَا عثر على رجل اسْمه عبد الْأَحَد من أَوْلَاد حسن ابْن الْخَلِيفَة الفاطمي الْحَافِظ لدين الله وأحضر إِلَى الْملك الْعَزِيز بِالْقَاهِرَةِ فَقيل لَهُ: أَنْت تَدعِي أَنَّك الْخَلِيفَة قَالَ: نعم. فَقيل لَهُ: أَيْن كنت فِي هَذِه الْمدَّة فَذكر أَن أمه أخرجته من الْقصر فتاه وَوصل إِلَى طنبذة فاختفى بهَا ثمَّ خرج إِلَى مصر فأواه رجل وَشرع يتحدث لَهُ فِي الْخلَافَة وَأَنه وَقع بعدة بِلَاد وأقطع أُنَاسًا مِمَّن بَايعه فسجن. وعثر على بعض أقَارِب الْوَزير شاور وَقد ثار بِالْقَاهِرَةِ فسجن وفيهَا انْعَقَد ارْتِفَاع الدِّيوَان الْخَاص السلطاني على ثَلَاثمِائَة ألف وَأَرْبَعَة وَخمسين ألف دِينَار وَأَرْبَعمِائَة وَأَرْبَعَة وَأَرْبَعين دِينَارا. وَمَات فِيهَا جمال الْملك مُوسَى بن الْمَأْمُون البطائحي جَامع السِّيرَة المأمونية وهوبقية بَيته فِي سادس عشر جُمَادَى الأولى بِالْقَاهِرَةِ. وفيهَا وَقع الشُّرُوع فِي حفر الخَنْدَق من بَاب الْفتُوح إِلَى المقس. وَكتب بِنَقْل جمَاعَة من أَتبَاع الدولة الفاطمية المحبوسين فِي الإيوان وَدَار المظفر لَيْلًا

<<  <  ج: ص:  >  >>