للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأقَام السُّلْطَان الْأَمِير آقبغا عبد الْوَاحِد على هَذَا الْعَمَل فشق الخليج من بحري رِبَاط الْآثَار ومروا بِهِ وسط بُسْتَان الصاحب تَاج الدّين بن حنا الْمَعْرُوف بالمعشوق وهدمت عدَّة بيُوت كَانَت هُنَاكَ وَجعل عمق الخليج أَربع قصبات. وجمعت عدَّة من الحجارين للْعَمَل فَكَانَ مهما عَظِيما. وَفِيه قدم الشَّيْخ أَحْمد بن مُوسَى الزرعي فَركب الْأُمَرَاء والقضاة للسلام عَلَيْهِ. ثمَّ عَاد الشَّيْخ إِلَى الشَّام بعد أَيَّام وَلم يجْتَمع بالسلطان. وَفِيه تغير السُّلْطَان على وَلَده أَحْمد بِسَبَب بَيِّنَات عِنْده وَأخرجه منفياً إِلَى صرخد وَبَاعَ خيله. فَلم يزل بِهِ الْأُمَرَاء حَتَّى أَمر برده فَرجع من سرياقوس. وَفِيه كتب السُّلْطَان بِطَلَب ابْنه أبي بكر من الكرك فَقدم وَمَعَهُ هَدِيَّة بِمِائَة ألف دِرْهَم فَتوجه الْأَمِير طيبغا المجدي إِلَى الكرك وأحضر طلب أبي بكر ومماليكه وخواصل الكرك كلهَا. وَفِيه خلع على الْأَمِير ملكتمر السرجواني وَاسْتقر فِي نِيَابَة الكرك وَتوجه إِلَيْهَا وَمَعَهُ أَحْمد ابْن السُّلْطَان وأوصاه السُّلْطَان أَلا يدع لِأَحْمَد حَدِيثا وَلَا حكما بَين اثْنَيْنِ. وَفِيه قدم الْبَرِيد بِأَن الغلاء شَدِيد بِبِلَاد الْمشرق وَأَنه ورد من أَهله عَالم عَظِيم إِلَى شط الْفُرَات وبلاد حلب فَكتب إِلَى نَائِب حلب بتمكينهم من العبور إِلَى حَيْثُ شَاءُوا من الْبِلَاد وأوصاه السُّلْطَان بهم فملأوا بِلَاد حلب وَغَيرهَا. وَقدم مِنْهُم إِلَى الْقَاهِرَة صُحْبَة قَاصد نَائِب حلب نَحْو المائتي نفر فَاخْتَارَ السُّلْطَان مِنْهُم طَائِفَة نَحْو ثَمَانِينَ شخصا جعل بَعضهم فِي الطباق وأسكن مِنْهُم عدَّة القلعة وَأمر مِنْهُم جمَاعَة وَفرق فِي الْأُمَرَاء مِنْهُم جمَاعَة. وفيهَا جدد السُّلْطَان جَامع راشدة وَقد تهدم أَكثر جدرانه. وفيهَا ابْتَاعَ الْأَمِير قوصون من الْأَمِير مَسْعُود بن خطير قصر الزمرد بِخَط رحبة بَاب الْعِيد من الْقَاهِرَة وَكَانَ سعته نَحْو عشر فدادين وَشرع قوصون فِي عِمَارَته سبع قاعات لكل قاعة إصطبل. وفيهَا قدم الْخَبَر بِخُرُوج ابْن دلغادر عَن الطَّاعَة.

<<  <  ج: ص:  >  >>