يُقيم على حَاله بالأشرفية من القلعة وَلَا يخرج مِنْهَا إِلَى دَار النِّيَابَة خَارج بَاب القلعة. فَأَجَابُوهُ إِلَى ذَلِك فاستقر من يَوْمه نَائِب سلطاننا الْيَوْم طِفْل والأكابر فِي خلف وَبينهمْ الشَّيْطَان قد نزغا فَكيف يطْمع من مسته مظْلمَة ان تبلغ السؤل وَالسُّلْطَان مابلغا وَفِي يَوْمه: أفرج عَن الْأَمِير ألطنبغا المارديني وخلع على الْأَمِير مَسْعُود بن خطير وَاسْتمرّ حاجباً على عَادَته. وَفِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء: أخرج بالأمير طاجار والأمير قطلوبغا الْحَمَوِيّ والأمير ملكتمر الْحِجَازِي والشهابي شاد العمائر من خزانَة شمايل جملوا إِلَى ثغر الْإسْكَنْدَريَّة فستجنوا بهَا وَتوجه الْأَمِير بلك الجمدار على الْبَرِيد إِلَى حلب لتحليف النَّائِب والأمراء والأجناد وَتوجه الْأَمِير بيغرا إِلَى دمشق بِسَبَب ذَلِك والأمير جركتمر بن بهادر إِلَى طرابلس وجماه لتحليف من فِيهَا وَكتب إِلَى الْأَعْمَال بإعفاء الْجند من المغارم. وَفِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشريه: ركب الْأَمِير قوصون فِي دست النِّيَابَة وترجل لَهُ الْأُمَرَاء فَكَانَ موكباً عَظِيما. وَفِيه أنْفق الْأَمِير قوصون فِي الْعَسْكَر لكل مقدم ألف من الْأُمَرَاء ألف دِينَار وَلكُل أَمِير طبلخاناة خَمْسمِائَة دِينَار وَلكُل أَمِير عشرَة مِائَتي دِينَار وَلكُل مقدم حَلقَة خمسين دِينَار وَلكُل جندي خَمْسَة عشر دِينَار. وَفِي يَوْم السبت سادسه عشرِيَّة: سمر وَالِي الدولة أَبُو الْفرج بن الخطير صهر النشو. وَسَببه أَنه لما أفرج عَنهُ كثرت الإشاعة بِأَن الْأَمِير ملكتمر الْحِجَازِي يسْتَقرّ بِهِ فِي نظر الْخَاص وَأَنه ينْهض بِمَا ينْهض بِهِ النشو وَأَنه صَار يَخْلُو بالسلطان الْمَنْصُور أبي بكر ويحادثه فِي أُمُور الدولة وَأَنه كثر نزُول ملكتمر الْحِجَازِي وَغَيره من الْأُمَرَاء إِلَى بَيته لَيْلًا وحضوره عِنْده إِلَى مجَالِس اللَّهْو. واتهم الْملك الْمَنْصُور أبي بكر بِأَنَّهُ نزل إِلَيْهِ أَيْضا. فَنقل ذَلِك أعداؤه من الْكتاب إِلَى الْأَمِير قوصون وأغروه بِهِ إِلَى أَن كَانَ من قِيَامه على السُّلْطَان مَا كَانَ فَقبض على وَالِي الدولة وسجنه فَقَامَ الْكتاب فِي قَتله حَتَّى أجابهم قوصون إِلَى ذَلِك فَطلب ابْن المحسني وَالِي الْقَاهِرَة. طوائف من الْعَامَّة وألزمهم ان يشعلوا الشموع من بعد صَلَاة الصُّبْح خَارج بَاب زويلة وَأخرج وَإِلَى الدولة من خزانَة شمايل وسمره على جمل تسميراً فَاحش بمسامير خافية وَأمر فَنُوديَ عَلَيْهِ: هَذَا جَزَاء من يَرْمِي الْفِتَن ويتحدث فِيمَا لَا يعنيه وَيفْسد عقول الْمُلُوك. وَشهر وَالِي الدولة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute