الثَّلَاثَة لقبح أَفعاله. وَكَانَ إِذا جلس مَعَ السُّلْطَان احتوى عَلَيْهِ وخاطبه بِاللِّسَانِ التركي ونكب على الْقُضَاة. وَكَانَ يتجرأ على النَّاس وَيَضَع مِنْهُم وَلَا يزَال ينصر الْمَرْأَة على زَوجهَا إِذا شكته إِلَيْهِ حَتَّى يخرج فِي ذَلِك عَن الْحَد. فادعت امْرَأَة عِنْده على زَوجهَا بِمَا اسْتحق من صَدَاقهَا وكسوتها وأظهرت صَدَاقهَا عَلَيْهِ فَإِذا فِيهِ أَن المنجم فِي كل سنة دِينَار. فاستدناها مِنْهُ وأمرها فكشف عَن وَجههَا وأعجبته وَقَالَ لأَبِيهَا وَكَانَ قد حضر مَعهَا: يَا مدمغ {مثل هَذِه تزوحها بِدِينَار كل سنة وَالله يَا مدمغ يُسَاوِي مبيتها كل لَيْلَة مائَة دِرْهَم} والتفت القَاضِي إِلَى زَوجهَا: وَقَالَ. يَا تَيْس {تستغلي هَذِه بِهَذَا الْقدر وَالله أَنْت أدمغ من أَبِيهَا هَذِه يُسَاوِي مبيتها كل لَيْلَة مائَة دِرْهَم. وَحكى القَاضِي الغوري عَن نَفسه فِي مجْلِس الْأَمِير قوصون بِحَضْرَة الْأُمَرَاء أَنه لما كَانَ محتسباً بِبَغْدَاد وقف على حَانُوت حلواني قد حل صَاحبه تَمرا وقصره حَتَّى أَبيض فَسَأَلَ عَنهُ فَقَالَ هَذِه قسب وقصرته بالبيض فَقَالَ لَهُ: وَيلك} مَجْنُون أَنْت أَنا عِنْدِي جَارِيَة سَوْدَاء لي عشر سِنِين أقصرها بالبيض وَمَا ابْيَضَّتْ. وَادعت امْرَأَة على زَوجهَا عِنْده بِحَق وَجب عَلَيْهِ فَكتب بحبسه فَقَالَ لَهُ الزَّوْج: وَالْمَرْأَة أَيْضا تكون برواق البغدادية حَتَّى أحصل لَهَا حَقّهَا فَقَالَ لَهُ الغوري وَيلك! أَنْت مَجْنُون أَنا أكون أَحَق من البغدادية بهذي وَتَكون عِنْدِي أحفظها وَأَشَارَ لنقيبه فَأخذ الْمَرْأَة إِلَى طبقته وأقامت عِنْده مُدَّة حَتَّى أصلح أمرهَا مَعَ زَوجهَا. وَكَانَ القَاضِي الغوري إِذا تداعى عِنْده اثْنَان يَأْمر موقعه فَيكْتب مَا يَقُول أَحدهمَا فِي غيبَة الآخر فَإِذا انْتهى كَلَامه أخرجه وأحضر خَصمه فَيكْتب أَيْضا مَا يَقُول. وَكَذَلِكَ إِذا شهد عِنْده جمَاعَة فرق بَينهم وَكتب مَا يَقُول كل وَاحِد على انْفِرَاد فَكَانَت المحاكمة لَا تَنْتَهِي عِنْده إِلَّا بعد مُدَّة. وَكَانَ من الغي على جَانب كَبِير. ودعى مرّة إِلَى عقد نِكَاح أَوْلَاد الْأُمَرَاء هُوَ والقضاة الثَّلَاثَة فَلَمَّا دخل مَعَهم وَقد فرش الْبَيْت بالحرير والزركش تجنب الْقُضَاة الْجُلُوس على ذَلِك وتنجوا عَنهُ. فَجَلَسَ هُوَ على مقْعد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute