للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الراوند وبهسنا وبلاد منبج وقلعة الْمُسلمين. فَخرج أهل حلب إِلَى ظَاهرهَا وضربوا الخيم وغلقت سَائِر أسواقها وَفِي كل سَاعَة يسمع دوِي جَدِيد. ثمَّ إِنَّهُم تجمعُوا عَن أخرهم وكشفوا رُءُوسهم وَمَعَهُمْ أطفالهم والمصاحف مَرْفُوعَة وهم يضجون بِالدُّعَاءِ والابتهال إِلَى الله بِرَفْع هدا المقت. فأفاموا على ذَلِك أَيَّامًا إِلَى خَامِس عشريه حَتَّى رفع الله ذَلِك عَنْهُم بَعْدَمَا هَلَكت بِتِلْكَ الْبِلَاد تَحت الرَّدْم خلائق لَا يحصيها إِلَّا خَالِقهَا فَكتب بتجديد عمَارَة مَا هدم من القلاع من الْأَمْوَال الديوانية. وَقدم الْخَبَر من الكرك بِأَن العساكر أخذت على طرقها كلهَا بالاحتفاظ وأخدت أغناماً كَثِيرَة لأَهْلهَا وَقتلت جمَاعَة من الكركيين. فرسم بتجهيز الْأَمِير علم الدّين سنجر الجاولي والأمير أرقطاي والأمير قماري أستادار وَعشْرين أَمِير طبلخاناه وعشرات وَثَلَاثِينَ مقدم حَلقَة وَأنْفق السُّلْطَان فيهم. فَسَارُوا يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس عشر شَوَّال فِي ألفي فَارس وَهِي التجريدة السَّادِسَة وَتوجه مَعَهم عدَّة حجارين ونفطية. وَفِيه خلع على الْأَمِير طرغاي الطباخي وَاسْتقر فِي نِيَابَة طرابلس بعد موت رسغاي السِّلَاح دَار وكتبت أوراق ديوانية بِمَا يلْزم رسغاي بِحكم الدِّيوَان ويشتمل على ألفي ألف دِرْهَم. وَفِيه اسْتَقر عَلَاء الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن الأطروش السَّقطِي فِي حسبَة دمشق بعناية الْأَمِير أرغون العلائي فشنع النَّاس بِسَبَب ولَايَته لجهله بالأمور الشَّرْعِيَّة. وَفِي أول شعْبَان: ورد كتاب النَّاصِر أَحْمد من الكرك وَهُوَ يترفق وَيعْتَذر عَن قتل الْأَمِير قطلوبغا الفخري والأمير طشتمر حمص أَخْضَر وَأَنه إِن رسم بِحُضُورِهِ حضر وَإِن رسم بإقامته بالكرك أَقَامَ تَحت الطَّاعَة وَأَنه لَا رَغْبَة لَهُ فِي الْملك. وعقيب ذَلِك ورد كتاب نَائِب الشَّام وَكتاب نَائِب حلب وَفِي ضمنهما كتب النَّاصِر أَحْمد إِلَيْهِمَا بختمها وَهِي تشْتَمل على معنى مَا ذكر فِي كِتَابه. فَتوجه إِلَيْهِ الْأَمِير طشتمر طلليه بِجَوَاب يتَضَمَّن أَنه إِن أَرَادَ الْإِقَامَة بالكرك مطمئناً فليسير مَا أخده من المَال وَالْخَيْل وَغير ذَلِك وَيبْعَث يُوسُف بن البصارة أَيْضا وَإِلَّا هدمت عَلَيْهِ الكرك حجرا حجرا وَأسر إِلَى طلليه أَن يتحيل فِي الْقَبْض على أَحْمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>