للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَخرج الْعَزِيز من الْقَاهِرَة إِلَى بلبيس فالتقاه عَمه الْعَادِل وَأَخُوهُ الْأَفْضَل وَوَقع الصُّلْح التَّام فِي الظَّاهِر. ورحل الْأَفْضَل يُرِيد الشَّام وَمَعَهُ الْأَمِير أَبُو الهيجاء السمين وَصَارَ السَّاحِل جَمِيعه مَعَ الْأَفْضَل وَعَاد الْعَزِيز إِلَى الْقَاهِرَة وصحبته عَمه الْعَادِل فأنزله فِي الْقصر من الْقَاهِرَة. وَأخذ الْعَادِل فِي إصْلَاح أُمُور مصر وَالنَّظَر فِي ضياعها ورباعها وَأظْهر من محبَّة الْعَزِيز شَيْئا زَائِدا وَصَارَ إِلَيْهِ الْأَمر وَالنَّهْي وَالْحكم وَالتَّصَرُّف فِي سَائِر أُمُور الدولة جليلها وحقيرها وَصرف القَاضِي محيي الدّين مُحَمَّد بن أبي عصرون عَن قَضَاء مصر وَولى زين الدّين أَبُو الْحسن عَليّ بن يُوسُف بن عبد الله بن بنْدَار الدِّمَشْقِي. وفيهَا جدد الْعَزِيز الصُّلْح بَينه وَبَين الفرنج. وفيهَا ورد كتاب ملك الرّوم يتَضَمَّن أَن كلمة الرّوم اجْتمعت عَلَيْهِ وَأَنه أحسن إِلَى الْمُسلمين وَأمرهمْ بِإِقَامَة الْجَامِع فأقيمت الصَّلَاة فِيهِ يَوْم الْجُمُعَة الصَّلَاة مَعَ الْخطْبَة وَأَنه عمر جانبا مِنْهُ كَانَ انْهَدم من مَاله فَتمكن من فِي الْقُسْطَنْطِينِيَّة من الْمُسلمين من إِقَامَة الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَة بهَا. وَالْتمس ملك الرّوم الْوَصِيَّة بالبطرك وَالنَّصَارَى وَأَن يمكنوا من إِخْرَاج موتاهم بالشمع الموقد وفيهَا عزل زين الدّين عَليّ بن يُوسُف بن بنْدَار عَن الْقَضَاء فِي حادي عشر جُمَادَى الأولى بمحيي الدّين أبي حَامِد مُحَمَّد بن عبد الله بن هبة الله بن عصرون.

<<  <  ج: ص:  >  >>