للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَعَ الْأُمَرَاء بِبَاب القلعة وَقبض على غرلو وسجنه وتحالف هُوَ والأمير أرغون العلائي وَبَقِيَّة الْأُمَرَاء على عمل مصَالح الْمُسلمين. وَتُوفِّي السُّلْطَان فِي لَيْلَة الْخَمِيس رَابِع ربيع الآخر فكتم مَوته. وَقَامَ شعْبَان إِلَى أمه وَمنع من إِشَاعَة موت أَخِيه وَخرج إِلَى أَصْحَابه وَقرر مَعَهم أمره. فَخرج طشتمر ورسلان بصل إِلَى منكلى بغا ليسعوا عِنْد الْأَمِير أرقطاى والأمير أصلم. وَكَانَ الْأَمِير الْحَاج آل ملك النَّائِب والأمراء قد علمُوا من بعد الْعَصْر أَن السُّلْطَان فِي النزع فاتفقوا على النُّزُول من القلعة إِلَى بُيُوتهم بِالْمَدِينَةِ. فَدخل الْجَمَاعَة على أرقطاى ليستميلوه لشعبان فَوَعَدَهُمْ بذلك ثمَّ دخلُوا على أصلم أجابهم وعادوا إِلَى شعْبَان وَقد ظنُّوا أَن أَمرهم قد تمّ. فَلَمَّا أصبح يَوْم الْخَمِيس خرج الْأَمِير أرغون العلائي والأمير ملكتمر الْحِجَازِي والأمير تمر الموساوي والأمير طشتمر طلليه والأمير منكلى بغا الفخري والأمير أسندمر. وجلسوا بِبَاب الْقلَّة فَأَتَاهُم الأميران أرقطاى وأصلم والوزير نجم الدّين مَحْمُود والأمير قمارى استادر وطلبوا الْأَمِير الْحَاج آل ملك النَّائِب فَلم يحضر إِلَيْهِم فَمَضَوْا كلهم إِلَى عِنْده واستدعوا الْأَمِير جنكلى بن البابا واشتوروا فِيمَن يولونه السلطة فَأَشَارَ جنكلى بِأَن يُرْسل إِلَى المماليك السُّلْطَانِيَّة ويسألهم من يختارونه فَأن من اختاروه رضيناه فَعَاد جوابهم مَعَ الْحَاجِب أَنهم رَضوا بشعبان سُلْطَانا فَقَامُوا جَمِيعًا وَمَعَهُمْ الْأَمِير الْحَاج آل ملك النَّائِب إِلَى دَاخل بَاب الْقلَّة. وَكَانَ شعْبَان قد تخيل من فِي دُخُولهمْ عَلَيْهِ وَجمع المماليك وَقَالَ: من دخل قتلته بسيفي هَذَا وَأَنا أَجْلِس على الْكُرْسِيّ حَتَّى أبْصر من يقيمني عَنهُ فسير الْأَمِير أرغون العلائي إِلَيْهِ وبشره وَطيب خاطره. وَدخل الْأُمَرَاء عَلَيْهِ وسلطنوه انْقَضتْ أَيَّام الصَّالح. وَكَانَ السُّلْطَان الصَّالح فِي ابْتِدَاء دولته على دين وعفاف إِلَّا أَنه كَانَ فِي أَيَّامه مَا ذكر من قطع الأرزاق وَكَثْرَة حَرَكَة عَسَاكِر مصر وَالشَّام فِي التجاريد. وشغف السُّلْطَان الصَّالح مَعَ ذَلِك بالجواري السود وأفرط فِي حب اتِّفَاق وأسرف فِي الْعَطاء

<<  <  ج: ص:  >  >>