فَلَا تَخْلُو لَيْلَة من قَتِيل أَو قَتِيلين وَلم يُؤْخَذ لأحد بثأر وَلَا وَقع كشف عَن مقتول مِنْهُم وَلَا تمكن وَالِي الْقَاهِرَة من مَنعهم. وَوجد فِي الخليج سِتَّة نفر قَتْلَى مربطين فَلم يسْأَل عَنْهُم وَلَا وَقع إِنْكَار لأمرهم. وَفِي ذِي الْحجَّة: عزم الْعَزِيز على نقض الأهرام وَنقل حجارتها إِلَى سور دمياط فَقيل لَهُ إِن الْمُؤْنَة تعظم فِي هدمها والفائدة تقل من حجرها. فانتقل رَأْيه من الهرمين إِلَى الْهَرم الصَّغِير وَهُوَ مَبْنِيّ بِالْحِجَارَةِ الصوان فشرع فِي هَدمه. وَفِيه سَار الْعَزِيز إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة واستخلف بِالْقَاهِرَةِ بهاء الدّين قراقوش وفخر الدّين جهاركس. وَتُوفِّي فِي هَذِه السّنة القَاضِي الْأَشْرَف أَبُو المكارم الْحسن بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن الْحباب قَاضِي الْإسْكَنْدَريَّة وَولى عوضه الْفَقِيه أَبُو الْقَاسِم شرف الدّين عبد الرَّحْمَن بن سَلامَة فِي سَابِع عشري شَوَّال. ومولد بن الْحباب سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَأقَام حَاكما بالإسكندرية ثمانيا وَعشْرين سنة. وَكَانَ كريم النَّفس صَحِيح الْمَوَدَّة وطالت مدَّته فِي الحكم بالإسكندرية من سنة أَربع وَسِتِّينَ إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي ثَالِث جُمَادَى الْآخِرَة. وَفِي خَامِس ذِي الْحجَّة: مَاتَ القَاضِي الرشيد ابْن سناء الْملك. قَالَ القَاضِي الْفَاضِل فِيهِ: وَنعم الصاحب الَّذِي لَا تخلفه الْأَيَّام وَلَا يعرف لَهُ نَظِير من الأقوام: أَمَانَة سَمِينَة وعقيدة ود متينة ومحاسن لَيست بِوَاحِدَة ومساع فِي نفع المعارف جاهدة. وَكَانَ حَافِظًا لكتاب الله مشتغلا بالعلوم الأدبية كثير الصَّدقَات نَفعه الله والأعمال الصَّالِحَات عرفه الله بركاتها. وفيهَا حج بِالنَّاسِ الشرفي ابْن ثَعْلَب وَخرجت المراكب الحربية من مصر فظفروا ببطس للفرنج وفيهَا أَمْوَال فغنموها. وفيهَا بنى الْأَمِير فَخر الدّين جهاركس قيساريته بِالْقَاهِرَةِ. وفيهَا زلزلت مصر. وَمَات الْعلم عبد الله بن عَليّ بن عُثْمَان بن يُوسُف المَخْزُومِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشر جُمَادَى الأولى ومولده فِي شهر رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَقد قَرَأَ عَليّ بن بري وَله شعر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute