وَقَالَ الأديب جمال الدّين مُحَمَّد بن نباتة الْمصْرِيّ: سر بِنَا عَن دمشق ياطالب الْعَيْش فَمَا فِي الْمقَام للمرء رغبه رخصت أنفس الْخَلَائق بالطاعون فِيهَا كل نفس بحبه وَقَالَ الصّلاح خَلِيل بن أيبك الصَّفَدِي أَيْضا: قد نغص الطَّاعُون عَيْش الورى وأذهل الْوَالِد والوالده كم منزل كالشمع سكانه أطفأهم فِي نفخة واحده وَقَالَ: لَا تثق بِالْحَيَاةِ طرفَة عين فِي زمَان طاعونه مستطير فَكَأَن الْقُبُور شغلة شمع والبرايا لَهَا فرَاش يطير وَقَالَ الأديب إِبْرَاهِيم المعمار: يَا طَالب الْمَوْت أفق وانتبه هَذَا أَوَان الْمَوْت مَا فاتا قد رخص الْمَوْت على أَهله وَمَات من لَا عمره مَاتَا وَقَالَ: قبح الطَّاعُون دَاء فقدت فِيهِ الْأَحِبَّة وَمَات فِي هده السّنة خلائق من الْأَعْيَان مِنْهُم برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن لاجين بن عبد الله الرَّشِيدِيّ الشَّافِعِي يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع عشري شَوَّال ومولده سنة ثَلَاث وَسبعين وسِتمِائَة أَخذ الْقرَاءَات على التقي الصَّائِغ وَسمع الحَدِيث من الأبرقوهي وَأخذ الْفِقْه عَن الْعلم الْعِرَاقِيّ وبرع فِيهِ وَفِي الْأُصُول والنحو وَغَيره ودرس وأقرأ وخطب بِجَامِع أَمِير حُسَيْن واشتهر بالصلاح. وَتُوفِّي برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن عَليّ الحكري شيخ الإقراء فِي يَوْم عيد النَّحْر. أَخذ الْقرَاءَات عَن التقي الصَّائِغ وَنور الدّين عَليّ بن يُوسُف بن حَرِير الشنطوفي. وَتُوفِّي الأديب إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم المعمار. وَمَات شهَاب الدّين أَحْمد بن عز الدّين أيبك بن عبد الله الحسامي الْمصْرِيّ الدمياطي نِسْبَة إِلَى جده لأمه الشَّافِعِي الجندي. وَمَات الأديب المادح شهَاب الدّين أَحْمد بن مَسْعُود بن أَحْمد بن مَمْدُود السنهوري أَبُو الْعَبَّاس الضَّرِير كَانَت لَهُ قدرَة زَائِدَة على النّظم وشعره كثير.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute