خَالِيَة لَا يعرف لَهَا ملاك فختم عَلَيْهَا. وتتبع الْوَالِي الفنادق والمخازن وَدَار الْوكَالَة والحواصل والشون وَفعل فِيهَا كَذَلِك وَفِيه قدم الْخَبَر بِنفَاق العشير وعرب الكرك وَذَلِكَ أَن عشير بِلَاد الشَّام فرقنان - قيس ويمن - لَا ينفقان قطّ وَفِي كل قَلِيل يثور بَعضهم على بعض وَيكثر قتلاهم فَيَأْتِي إِلَيْهِم من السُّلْطَان من يجبيهم الْأَمْوَال الْكَثِيرَة. فَلَمَّا وَقع الفناء فِي النَّاس ثَارُوا على عَادَتهم وطالت حروبهم لاشتغال الدولة عَنْهُم فَعظم فسادهم وقطعهم الطرقات على الْمُسَافِرين. فَجرد إِلَيْهِم النَّائِب - أَعنِي الْأَمِير أرغون شاه نَائِب الشَّام - ابْن صبح مقدم الجبلية فِي عدَّة من الْأُمَرَاء فَلم يظفر بهم وَأقَام بالعسكر على اللجون وَأخذ العشير فِي الغارات على بِلَاد الْقُدس والخليل ونابلس فَكتب نَائِب غَزَّة. بمساعدة الْعَسْكَر. وَفِيه اشتدت الْفِتْنَة أَيْضا فِي بِلَاد الكرك بَين بني نمير وَبني ربيعَة فَإِن الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون كَانَ لما أعياه أَمرهم وتحصنهم بجبالهم المنيعة أَخذ فِي الْحِيلَة عَلَيْهِم وَتقدم إِلَى شطي أَمِير بني عقبَة وَإِلَى نَائِب الشَّام ونائب غَزَّة ونائب الكرك بِأَن يدخلُوا إِلَى الْبَريَّة كَأَنَّهُمْ يصطادون ويوقعون بهم فقبضوا على كثير مِنْهُم وَقتلُوا فِي جبالهم خلقا كثيرا مِنْهُم وحبسوا باقيهم حَتَّى مَاتُوا. فسكن الشَّرّ بِتِلْكَ الْجِهَات إِلَى أَن كَانَت فتْنَة النَّاصِر أَحْمد بالكرك عَاد بَنو نمير وَبَنُو ربيعَة إِلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ من الْفساد وَقَوي أَمرهم. فَركب إِلَيْهِم الْأَمِير جركتمر نَائِب الكرك وطلع إِلَيْهِم فقاتلوه وَقتلُوا من أَصْحَابه عشرَة وكسروه أقبح كسرة فَكتب لنائب الشَّام الْأَمِير أرغون شاه بتجهيز عَسْكَر لقتالهم. وَفِي صفر: أنعم على عرب بن نَاصِر الدّين الشيخي بإمرة طبلخاناه وعَلى شاورشي دوادار قوصون بإمرة عشرَة. وَفِي أول ربيع الأول: قدم قَود الْأَمِير جَبَّار بن مهنا صُحْبَة وَلَده نعير. وَفِيه قدم الْبَرِيد من غَزَّة بركوب نائبها على العشير وكبسهم لَيْلًا وَأسر أَكْثَرهم وَقتل سِتِّينَ مِنْهُم وتوسيط الأسرى بغزة. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشريه: شنقت جَارِيَة رُومِية الْجِنْس خَارج بَاب النَّصْر عِنْد مصلى الْأَمْوَات. وَسبب ذَلِك أَنَّهَا كَانَت جَارِيَة أم الْأَمِير يلبغا اليحياوي فاتفقت مَعَ عدَّة من الْجَوَارِي على قتل سيدتها وقتلوها لَيْلًا بِأَن وضعن على وَجههَا مخدة وَحبس نَفسهَا حَتَّى مَاتَت وأقمن من الْغَد عزاءها وزعمن أَنَّهَا ضربت بِدَم. فمشت حيلتهن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute