بهَا درسا للْحَدِيث النَّبَوِيّ وَحضر فِي يَوْم الثُّلَاثَاء تاسعه صرغتمش وَمَعَهُ الْأُمَرَاء والقضاة والمشايخ فَألْقى القوام الدَّرْس ثمَّ مد سماط جليل وملئت الْبركَة سكرا مذابا فَأكل النَّاس وَشَرِبُوا ثمَّ انْفَضُّوا. وفيهَا يَقُول الْعَلامَة شمس الدّين مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الصايغ الْحَنَفِيّ: لِيَهنك يَا صرغتمش مَا بنيته لأخراك فِي دنياك من حسن بُنيان بِهِ يزدهي الرخيم كالزهر بهجة فَللَّه من زهر وَللَّه من بَان وَقَالَ النَّقِيب صَلَاح الدّين صَلَاح بن الزين لبيكم الرِّفَاعِي: صَرْغَتمش قد شاد يَا حبذا مدرسة بديعة فائقة كَأَنَّهَا من حسنها جنَّة وَقد غَدَتْ قبابها شاهقة وَقد حكى رخامها رَوْضَة أزهارها من طيبها عابقة وَقَالَ الشهَاب أَحْمد بن أَبى حجلة: وَقد أنبت التَّرْخِيم فِي مِحْرَابهَا زاهراً كدر قلائد العقيان فَكَأَنَّهُ كسْرَى أنو شرْوَان قد وضعُوا عَلَيْهِ التَّاج فِي الإيوان لَو لم يبت وَأَبُو حنيفَة شيخها ماشبهت بشقائق النُّعْمَان حبر يطوف بِمصْر بَحر علومه حَتَّى كَأَن النَّاس فِي طوفان يثنى إِلَيْهِ الْعلم فضل زَمَانه وَأَبُو حنيفتنا الإِمَام الثَّانِي وفيهَا أَمر بإحضار الشَّيْخ جمال الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نباتة الْمصْرِيّ من دمشق فَقدم الْقَاهِرَة فَلم ينجح سَعْيه وَأقَام خاملاً.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute