للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنة سبع وَتِسْعين وخمسمائه فِيهَا قبض الْملك الْعَادِل على أَوْلَاد أَخِيه صَلَاح الدّين وهما الْملك الْمُؤَيد مَسْعُود وَالْملك الْمعز إِسْحَاق وسجنهما فى دَار بهاء الدّين قراقوش بِالْقَاهِرَةِ وتسلم الْأَمِير فَخر الدّين جهاركس بانياس من الْأَمِير حسام الدّين بِشَارَة بعد حِصَار وقتال. وفيهَا حدثت الوحشة بَين الْملك الْعَادِل وبن الصلاحية من أجل أَنه خلع الْمَنْصُور ابْن الْعَزِيز وَكتب الْأَمر فَارس الدّين مَيْمُون الْقصرى من نابلس إِلَى الْعَادِل بإنكار خلع الْمَنْصُور فَأَجَابَهُ الْعَادِل جَوَابا خشناً وتكررت الْمُكَاتبَة بَينهمَا غير مرّة فَكتب مَيْمُون إِلَى الصلاحية يغريهم بالعادل فَلم يجد فيهم نهضة للْقِيَام وَفِي أثْنَاء ذَلِك حدثت وَحْشَة بَين الظَّاهِر صَاحب حلب وَبَين عَمه الْعَادِل وسير إِلَيْهِ وزيره علم الدّين قَيْصر ونظام الدّين فمنعهما الْعَادِل أَن يعبرا إِلَى القاهر وَأَمرهمَا أَن يُقِيمَا ببلبيس ويحملا قَاضِي بلبيس مَا مَعَهُمَا من الرسَالَة فعادا مغضبين واجتمعا. بميمون الْقصرى فى نابلس ومازالا بِهِ حَتَّى مَال إِلَى الْفضل وَإِلَى أَخِيه الظَّاهِر فَلَمَّا وصلا إِلَى حلب شقّ على الظَّاهِر مَا كَانَ من عَمه وَكَاتب الصلاحية ورغبهم وَكَاتب مَيْمُون الْقصرى وَشرع الْأَفْضَل أَيْضا فى مكاتبتهم وَهُوَ بصرخد وانضوى إِلَى الْأَفْضَل الْأَمِير عز الدّين أُسَامَة صَاحب عجلون وكوكب وصلت لَهُ فَبلغ ذَلِك الْعَادِل فتيقظ لنَفسِهِ وَكتب إِلَى ابْنه الْمُعظم صَاحب دمشق. بمحاصرة الْأَفْضَل فى صرخد فَجمع وَخرج من دمشق فاستخلف الْأَفْضَل على صرخد أَخَاهُ الْملك الظافر خضر وَسَار إِلَى أَخِيه الظَّاهِر بحلب فى عَاشر جُمَادَى الأولى فَنزل الْمُعظم على بصرى وَكَاتب فَخر الدّين جهاركس وَمَيْمُون الْقصرى يأمرهما بِالْمَسِيرِ إِلَيْهِ لحصار صرخد فَلم يجيبا وجمعا من يوافقهما وصارا إِلَى الظافر بصرخد. وَكَتَبُوا إِلَى الظَّاهِر بحلب يحثونه على الْحَرَكَة وَأخذ دمشق فوافته الْكتب وَعِنْده الْأَفْضَل فَجمع النَّاس وعزم على الْمسير ثمَّ سَار الظَّاهِر فَلم يُوَافقهُ الْمَنْصُور صَاحب حماة فحاصره مُدَّة ثمَّ رَحل عَنهُ بِغَيْر طائل فنازل دمشق وَمَعَهُ الْأَفْضَل وأتته الصلاحية هُنَاكَ فَخرج الْعَادِل من الْقَاهِرَة بعساكره واستخلف على الْقَاهِرَة ابْنه الْملك الْكَامِل مُحَمَّدًا وَسَار حَتَّى نَازل نابلس. وَقدم الْعَادِل طَائِفَة من الْعَسْكَر فَسَارُوا إِلَى دمشق واستولوا عَلَيْهَا قبل نزُول

<<  <  ج: ص:  >  >>