تَمُر الْعُزَّى وَمُحَمّد الترجمان. وبقيتهم أُمَرَاء عشرات وهم ككبغا السيفي وتنبك الأزقي وأرغون الأحمدي وأرغون الأرغوني وسودون الشيخوني وأزدمر الْعُزَّى وأروسِ النظامي وَيُونُس الْعمريّ ودَرْتُ بُغا البالسي وطُرحسن وقرا بغا الصَرْغتْمُشي وطاز الحسنِي وقماري الجمالي ويوسف شاه وطقبغا العلاي وفيرعلي وقرقماس الصَرْغتْمُشي وطاجار المحمدي. وخلع على الْجَمِيع وألبسوا الشرابيش ونزلوا جَمِيعًا من دَار الْعدْل بالقلعة إِلَى الْمدرسَة المنصورية بَين القصرين من الْقَاهِرَة حَتَّى حلفوا كَمَا هِيَ الْعَادة. ثمَّ ركبُوا إِلَى القلعة وَقد أُقِيمَت لَهُم المغاني فِي عدَّة مَوَاضِع من بَين القصرين إِلَى القلعة فَكَانَ يَوْمًا مَذْكُورا ثمَّ أزيلت الزِّينَة بعد ثَلَاث من نصبها. وَفِي أول شهر رَجَب: قدم الْخَبَر بوصول رسل الفرنج إِلَى ميناء الْإسْكَنْدَريَّة وَأَنَّهُمْ طلبُوا رهائن عِنْدهم حَتَّى ينزلُوا من مراكبهم ويردوا رسالتهم فَلم تؤمن مكيدتهم. وَاقْتضى الْحَال إجابتهم فَأخْرج من سجن الوافي - الْمَعْرُوف بخزانة شمايل - جمَاعَة وَجب قَتلهمْ وغسلوا بالحمام وألبسوا ثيابًا جميلَة وسفروا إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة. فأكرمهم النايب وأشاع أَنهم من رُؤَسَاء الثغر وَبعث بهم إِلَى الفرنج وشيع خَلفهم نسَاء وصبيانا يصيحون ويبكون كَأَنَّهُمْ عِيَالهمْ وهم يخَافُونَ الفرنج عَلَيْهِم. فَمشى ذَلِك على الفرنج وعَلى أهل الثغر لانتظام حَال المملكة وملاك أمرهَا وجودة تدبيرها. فتسلم الفرنج الْجَمَاعَة وَنزلت رسلهم من المراكب. وَقدمُوا إِلَى قلعة الْجَبَل وَقد عدى السُّلْطَان إِلَى سرحة كوم برا بالجيزة فحملوا إِلَى هُنَاكَ. وَجلسَ لَهُم الْأَمِير يلبغا الأتابك وَقَامَ الْأُمَرَاء والحجاب بَين يَدَيْهِ وأدخلوا عَلَيْهِ فهالهم مَجْلِسه وطنوا أَنه السُّلْطَان فَقيل لَهُم هَذَا مَمْلُوك السُّلْطَان. فكشفوا عَن رُءُوسهم وخروا على وُجُوههم يقبلُونَ الأَرْض ثمَّ قَامُوا ودنوا إِلَيْهِ وناولوه كتاب ملكهم وَقدمُوا هديته إِلَيْهِ فَفرق ذَلِك بحضرتهم فِيمَن بَين يَدَيْهِ وَاخْتَارَ مِنْهُ طشطا وأبريقاً من ذهب وصندوقاً لم يعرف مَا فِيهِ. وتضمنت رسالتهم أَنهم فِي طَاعَة السُّلْطَان ومساعدوه على متملك قبرص حَتَّى ترد الأسرى الَّتِي أخذت من الْإسْكَنْدَريَّة ويعوض المَال وسألوا تَجْدِيد الصُّلْح وَأَن يُمكن تجارهم من قدوم الثغر وَأَن تفتح كَنِيسَة الْقِيَامَة بالقدس وَكَانَت قد غلقت
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute