للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَأكل الْأُمَرَاء ثمَّ رفع فَلَمَّا أذن الْعَصْر ركب السُّلْطَان وَدخل إِلَى دَار الطّراز وَصعد إِلَى الْقصر ثمَّ عَاد إِلَى المخيم بِبَاب رشيد من آخر النَّهَار وَتوجه فِي يَوْم الْأَحَد إِلَى الْقَاهِرَة فَصَعدَ قلعة الْجَبَل. وَفِي سَابِع عشرينه: جمع الْأُمَرَاء وقضاة الْقُضَاة بالإيوان من القلعة وَعقد لخوند سارة أُخْت السُّلْطَان على الْأَمِير بشتاك رَأس نوبَة بِصَدَاق حَملته خَمْسَة عشر ألف دِينَار وأربعماية ألف دِرْهَم فضَّة عَنْهَا نَحْو الْعشْرين ألف دِينَار. وَكَانَ الَّذِي تولى عقد النِّكَاح بَينهمَا قَاضِي الْقُضَاة سراج الدّين عمر الْهِنْدِيّ الْحَنَفِيّ وَأنكر عَلَيْهِ بعض الْفُقَهَاء عقد النِّكَاح من أجل أَن الزَّوْج قد مَسّه الرّقّ فألف فِي جَوَاز ذَلِك كتابا. وَفِي ثامن عشرينه: قبض على الْأَمِير الأكز الْوَزير وعوق بقاعة الصاحب من القلعة. وخلع على شمس الدّين أبي الْفرج المقسى وَاسْتقر فِي الوزارة وَنظر الْخَاص وخلع على الْوَزير علم الدّين إِبْرَاهِيم بن قزوينة وَاسْتقر فِي نظر الإصطبل عوضا عَن المقسى وَأخرج الْأَمِير آقبغا عبد الله الدوادار منفياً. وخلع على الْأَمِير أقتمر الْحَنْبَلِيّ وَاسْتقر فِي نظر الخانكاه الناصرية بسرياقوس. وَفِي رَابِع عشْرين شهر رَجَب: قبض على أرغون العجمي الساقي - من المماليك السُّلْطَانِيَّة - وَنفي إِلَى الشَّام من أجل أَنه فقد للسُّلْطَان جَوَاهِر نفيسة الْقدر فَلم يعرف لَهَا خبر فأحضر بعض الفرنج مِنْهَا حجرا رَابِعا - يعرف بِوَجْه الْفرس - إِلَى الْأَمِير مَنْجَك نَائِب الشَّام فَعرفهُ وَسَأَلَ الفرنجى عَن سَبَب وُصُوله إِلَيْهِ فَذكر أَن أرغون هَذَا بَاعه إِيَّاه فَبعث بِهِ إِلَى السُّلْطَان وطالعه بالْخبر فَقبض على أرغون فَلم يُوجد مَعَه من ثمن الْحجر الْمَذْكُور كَبِير شَيْء فَعَفَا السُّلْطَان عَنهُ ونفاه. وَفِي يَوْم الأثنين أول شهر رَمَضَان: أُعِيد ابْن عرام إِلَى نِيَابَة الْإسْكَنْدَريَّة عوضا عَن طيدمر البالسي بِحكم استعفائه. وَفِي يَوْم الْخَمِيس رابعه: خلع على الصاحب علم الدّين إِبْرَاهِيم الحليق بن قزوينة إِلَى الوزارة وَاسْتقر المقسي على نظر الْخَاص فَقَط وأضيف إِلَيْهِ نظر أَمْلَاك خوند بركَة أم السُّلْطَان وأوقافها. وَفِي ليلية الْجُمُعَة خامسه: هبت بِالْقَاهِرَةِ وأعمالها ريَاح عَاصِفَة سقط مِنْهَا نخيل كَثِيرَة وأعالي عدَّة من الدّور وغرقت سفن مُتعَدِّدَة فَهَلَك تَحت الرَّدْم جمَاعَة من النَّاس وَكَانَ أمرا مهولاً عَامَّة تِلْكَ اللَّيْلَة.

<<  <  ج: ص:  >  >>