سنة سِتّمائَة فِيهَا تقرر الصُّلْح بَين الْعَادِل وَبَين الفرنج وانعقدت الْهُدْنَة بَينهمَا وَتَفَرَّقَتْ العساكر. وفيهَا نَازل ابْن لاون أنطاكية حَتَّى هجم عَلَيْهَا وَحصر الإبرنس بقلعتها فَخرج الظَّاهِر من حلب نجدة لَهُ ففر ابْن لاون. وفيهَا أوقع الْأَشْرَف مُوسَى بن الْعَادِل بعسكر الْموصل وَهَزَمَهُمْ ونازلها وَبهَا السُّلْطَان نور الدّين أرسلان شاه بن مَسْعُود بن مودود بن عماد الدّين زنكي أتابك بن آقسنقر وَنهب الْأَشْرَف الْبِلَاد نهباً قبيحاً وَبعث إِلَى أَبِيه الْعَادِل بالبشارة فاستعظم ذَلِك وَمَا صدقه وسر بِهِ سُرُورًا كثيرا. وفيهَا ملك الإفرنج مَدِينَة القسطنينية من الرّوم. وفيهَا تجمع الإفرنج بعكا من كل جِهَة يُرِيدُونَ أَخذ بَيت الْمُقَدّس فَخرج الْعَادِل من دمشق وَكتب إِلَى سَائِر الممالك يطْلب النجدات فَنزل قَرِيبا من جبل الطّور على مَسَافَة يسيرَة من عكا وعسكر الفرنج بمرج عكا وأغاروا على كفر كُنَّا وأسروا من كَانَ هُنَاكَ وَسبوا ونهبوا وَانْقَضَت هَذِه السّنة وَالْأَمر على ذَلِك. وفيهَا مَاتَ ركن الدّين سُلَيْمَان بن قلج أرسلان بن مَسْعُود بن قلج أرسلان بن سُلَيْمَان بن قطلوش بن بيغو أرسلان بن سلجوق صَاحب الرّوم فى سادس ذِي الْقعدَة وَقَامَ من بعده ابْنه وفيهَا عَاد الْأَشْرَف مُوسَى بن الْعَادِل إِلَى حران بِأَمْر أَبِيه وهم الْعَادِل برحيله إِلَى مصر فَقدم عَلَيْهِ ابْنه الْأَشْرَف ثمَّ عَاد إِلَى حران. وفيهَا خرج أسطول الفرنج إِلَى مصر وَعبر النّيل من جِهَة رشيد فوصل إِلَى فوة وَأقَام خَمْسَة أَيَّام ينهب والعسكر تجاهه لَيْسَ لَهُ إِلَيْهِ وُصُول لعدم وجود الأسطول العادلي.