للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أَمِير مشوى وَاسْتقر شاد الشربخاناة، وأنعم على الْأَمِير علم الدّين دَار بتقدمة ألف، وَقد قدم من دمشق باستدعاء. وَفِي لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ خَامِس عشره: سَقَطت نَار احْتَرَقَ بهَا حَاصِل مدرسة السُّلْطَان الَّتِي يعمرها تَحت القلعة فَتلف بهَا ماشاء الله من آلَات الْعِمَارَة وتفاءل النَّاس بذلك على السُّلْطَان وَكَانَ كَذَلِك وَقتل كَمَا سَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى ثمَّ تعطلت سِنِين إِلَى أَن خربها كلهَا النَّاصِر فرج بن برقوق كَمَا سَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وَفِي هَذَا الشَّهْر: ارْتَفع الوباء وعوفي السُّلْطَان وَركب إِلَى السرحة بالجيزة وَعَاد إِلَى قلعة الْجَبَل وَفِيه كثر الاهتمام بحركة السُّلْطَان إِلَى الْحَج وَخرجت الإقامات من الشّعير والدقيق والبشماط لتوضع فِي الْمنَازل بطرِيق مَكَّة. وَفِي رَابِع شَوَّال: خلع على الْأَمِير مغلطاي الجمالي وَاسْتقر فِي عوضا عَن جرحى البالسي بعد مَوته وخلع على الشريف عَاصِم وَاسْتقر فِي حسبَة مصر وَالْوَجْه القبلي بعد وَفَاة شمس الدّين مُحَمَّد بن أَبى رقيبة. وَندب الْأَمِير آقتمر الْحَنْبَلِيّ أَن يخرج إِلَى بِلَاد الصَّعِيد وَمَعَهُ عدَّة من الْأُمَرَاء والأجناد وَيُقِيم بِهِ لحفظه مُدَّة غيبَة السُّلْطَان بالحجاز وَندب إِلَى الثغور - مثل الْإسْكَنْدَريَّة ودمياط ورشيد والبرلس - جمَاعَة من الْأُمَرَاء والأجناد يَكُونُوا مركزين بهَا لدفع الْعَدو من الفرنج وَندب عدَّة أُمَرَاء للمبيت كل لَيْلَة فِي أَمَاكِن عينت لَهُم من خَارج الْقَاهِرَة ومصر ورتب الْأَمِير أيدمر الشمسي للإقامة بقلعة الْجَبَل لحفظها وَجعل نَائِب الْغَيْبَة بِالْقَاهِرَةِ الْأَمِير آقتمر عبد الْغنى ورسم لَهُ وَلِجَمِيعِ الْأُمَرَاء المقيمين أَن حَضَرُوا فِي أَيَّام المواكب الْخدمَة عِنْد بَاب الستارة من القلعة ويقبلوا أَيدي ولدى السُّلْطَان ويقفوا سَاعَة لَطِيفَة ثمَّ يقوم أَمِير على ابْن السُّلْطَان من مَجْلِسه وَيَقُول لِلْأُمَرَاءِ بِيَدِهِ بِسم الله فينصرفوا بعد أَن يسقوا مشروبا. وَلما قوى الْعَزْم على السّفر أَشَارَ على السُّلْطَان جمَاعَة من أهل الصّلاح بألا يُسَافر فَلم يقبل وصمم على السّفر ليقضى الله أمرا كَانَ مَفْعُولا وَخرجت أطلاب الْأُمَرَاء فِي يَوْم السبت ثَانِي عشره بتجمل عظم إِلَى الْغَايَة وأناخوا ببركة الْحجَّاج وَخرج من الْغَد يَوْم الْأَحَد ثَالِث عشره طلب السُّلْطَان وَفِيه من الْحَرِير وَالذَّهَب مَا لَا يقدر على وَصفه

<<  <  ج: ص:  >  >>