سنة خمس وسِتمِائَة فِيهَا سَار الكرج ونهبوا أَعمال خلاط وأسروا وغنموا فَلم يَجْسُر الأوحد أَن يخرج إِلَيْهِم من مَدِينَة خلاط فَلَمَّا بلغ ذَلِك الْملك الْعَادِل أَخذ فِي التَّجْهِيز لِحَرْب الكرج وَسَار الْأَشْرَف من دمشق يُرِيد بِلَاده بالشرق. وفيهَا قتل الْملك معز الدّين سنجر شاه بن غَازِي بن مودود بن زنكي بن آقسنقر الأتابكي صَاحب الجزيزة قَتله ابْنه مَحْمُود وَقَامَ فى الْملك من بعده. وفيهَا بعث الْأَمِير سيف الدّين سنقر أتابك الْيمن عشرَة آلَاف دِينَار مصرية إِلَى الْملك الْعَادِل عَلَيْهَا اسْمه. وفيهَا مَاتَ القَاضِي مكين الدّين مطهر بن حمدَان بقلعة بصرى فِي شهر رَجَب وَمَات هِلَال الدولة وشاب بن رزين وَالِي الْقَاهِرَة وعزل الْأَمر سيف الدّين على بن كهدان عَن ولَايَة مصر وعزل الأسعد بن حمدَان عَن الشرقية وباشرها خشخاش الْوراق. وفيهَا توفى قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين أَبُو الْقَاسِم عبد الْملك بن عِيسَى بن درباس الماراني يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس رَجَب وَكَانَ قد قدم مصر فِي رَابِع رَجَب سنة خمس وَسِتِّينَ خَمْسمِائَة فَتكون مُدَّة مقَامه بديار مصر أَرْبَعِينَ سنة.