إِلَى ظهر الآخر وَنُودِيَ عَلَيْهِمَا بِالْقَاهِرَةِ ومصر: هَذَا جَزَاء من يتحدث فِيمَا لَا يعنيه. وَكَانَ سَبَب ذَلِك أَن أَحدهمَا يعرف بالكمال ابْن بنت الخروبي من أهل مصر مَعْرُوف بقلة الْعقل والفقر من المَال تحدث مَعَ الْأَمِير خضر رَأس نوبَة الْأَمِير بركَة أَن يسْتَقرّ فِي الوزارة وَعين رجلا من آحَاد معلمي المماليك الْقِرَاءَة لنظر الدولة وَعين رجلا من آحَاد الْجند يُقَال لَهُ كراي بن خَاص ترك لشد الدَّوَاوِين وَعين آخر لنظر الْجِهَات وَآخر من أَطْرَاف الْعَامَّة لتقدمة الدولة ووعد على ذَلِك بِمَال عَظِيم وَضمن تكفية الدولة سِتَّة أشهر فأتقن خضر الْأَمر مَعَ أستاذه الْأَمِير بركَة حَتَّى لم يبْق إِلَّا وُقُوع ذَلِك فِي الْخَارِج وجهز لَهُ تشريف الوزارة فَفطن بِهِ الْوَزير وَجَمَاعَة الخراربة التُّجَّار وَقد بَلغهُمْ عَنهُ أَنه عينهم فِيمَن عين لأخذ أَمْوَالهم وَعرفُوا أهل الدولة بِحَالهِ فَقبض عَلَيْهِ الْأَمِير الْكَبِير برقوق وضربه وجرسه هُوَ ورفيقه وفر بَقِيَّة أَصْحَابه. وَفِي عاشره: قدم الْأَمِير يلبغا الناصري وأنعم عَلَيْهِ بإقطاع الْأَمِير إينال وَاسْتقر أَمِير سلَاح. وَفِي تَاسِع عشرينه: خلع على مُحَمَّد بن طاجار وَاسْتقر فِي ولَايَة الغربية عوضا عَن أيدمر السيفي وخلع على خَان وَاسْتقر فِي ولَايَة قوص. وَفِي سَابِع شَوَّال: خلع على مُحَمَّد بن الجلبي وَاسْتقر فِي ولَايَة منفلوط عوضا عَن. بيرم كل ذَلِك بِمَال التزموا بِالْقيامِ بِهِ من مظالم الْعباد. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس عشره: قبض على رجل ادّعى النُّبُوَّة وَأَنه النَّبِي الْأُمِّي وَأَنه مُصدق بنبوة نَبينَا. وَزعم أَن حُرُوف الْقُرْآن تنطق لَهُ مَعَ أَنه أُمِّي وَأَن الَّذِي يَأْتِيهِ بِالْوَحْي جِبْرَائِيل وَمِيكَائِيل وإسرافيل وعزرائيل ورضوان وَمَالك ودرديائيل وَزعم أَنه عَرَبِيّ من مصر وَأَنه أرسل بقتل الْكَفَرَة وَأَن التّرْك يحكموه ويملكوه عَلَيْهِم وَأَنه أنزل عَلَيْهِ الْقُرْآن فسجن عِنْد المجانين بالمارستان ثمَّ أخرجه الْأَمِير بركَة وَسَأَلَهُ عَن نبوته فَأخْبرهُ فَأمر بِهِ فَضرب حَتَّى رَجَعَ عَن. قَوْله ثمَّ أفرج عَنهُ بعد أَيَّام وَكنت أرَاهُ زَمَانا طَويلا وَله سمت وينمسة وحَدثني عَنهُ بعض الثِّقَات أَنه كَانَ يَتْلُو عَلَيْهِ من قرآنه لنَفسِهِ بِهِ ثمَّ فقدناه. وَفِي ثَانِي عشرينه: عوقبت دادة السُّلْطَان حَتَّى أظهرت قبع السُّلْطَان الَّذِي عمله لَهُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute