للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنة سبع وسِتمِائَة فِيهَا ظفر الْملك الأوحد بن الْعَادِل بِملك الكرج ففدى نَفسه مِنْهُ بِمِائَة ألف دِينَار وَخَمْسَة آلَاف أَسِير من الْمُسلمين وَأَن يلْتَزم الصُّلْح ثَلَاثِينَ سنة وَأَن يُزَوجهُ ابْنَته بِشَرْط أَلا تفارق دينهَا فَأَطْلقهُ الأوحد وَردت على الْمُسلمين عدَّة قلاع. وفيهَا مَاتَ الأوحد وَملك خلاط بعده أَخُوهُ الْأَشْرَف. وفيهَا تحرّك الفرنج إِلَى السَّاحِل واجتمعوا فِي عكا فَخرج الْملك الْعَادِل من دمشق فَوَقع بَينه وَبينهمْ صلح وَأخذ الْعَادِل فِي عمَارَة قلعة الطّور بِالْقربِ من عكا وَسَار إِلَى الكرك فَأَقَامَ بهَا أَيَّامًا ثمَّ رَحل إِلَى مصر فَدخل الْقَاهِرَة وَنزل بدار الوزارة. وفيهَا مَاتَ الْأَمِير فَخر الدّين جهاركس. وفيهَا تحرّك الفرنج ثَانِيًا فتجهز الْعَادِل للسَّفر إِلَى الشَّام. وفيهَا كفت يَد الصاحب صفي الدّين بن شكر عَن الْعَمَل. وفيهَا مَاتَ السُّلْطَان نور الدّين أرسلان شاه بن السُّلْطَان مَسْعُود الأتابكي صَاحب الْموصل فِي شهر رَجَب وَكَانَت مُدَّة ملكه سبع عشرَة سنة وَأحد عشر شهرا وَقَامَ من بعده ابْنه الْملك القاهر عز الدّين مَسْعُود وَقَامَ بتدبيره الْأَمِير بدر الدّين لُؤْلُؤ الأتابك مَمْلُوك ابيه. وفيهَا شرب مُلُوك الْأَطْرَاف كأس الفتوة للخليفة النَّاصِر ولبسوا سَرَاوِيل الفتوة أَيْضا فوردت عَلَيْهِم الرُّسُل بذلك ليَكُون انتماؤهم لَهُ وَأمر كل ملك أَن يسْقِي رَعيته ويلبسهم لتنتمي كل رعية إِلَى ملكهَا فَفَعَلُوا ذَلِك وأحضر كل ملك قُضَاة مَمْلَكَته وفقهاءها وأمراءها وأكابرها وألبس كلا مِنْهُم لَهُ وسقاه كأس الفتوة وَكَانَ الْخَلِيفَة النَّاصِر مغرما بِهَذَا الْأَمر وَأمر الْمُلُوك أَيْضا ان تنتسب إِلَيْهِ فِي رمي البندق وتجعله قدوتها فِيهِ. وفيهَا قدم إِلَى الْقَاهِرَة كليام الفرنجى الجنوي تَاجِرًا فاتصل بِالْملكِ الْعَادِل وَأهْدى إِلَيْهِ نفائس فاعجب الْعَادِل بِهِ وَأمره بملازمته وَكَانَ كليام فِي بَاطِن الْأَمر عينا للفرنج يطالعهم بالأحوال فَقيل هَذَا للعادل فَلم يلْتَفت إِلَى مَا قيل عَنهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>