للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَآخر من ولي من أَوْلَاد الْأَوْلَاد حاجي وعَلى رَأسه زَالَت دولتهم وَبِه ختمت مُلُوكهمْ فسبحان محيل الْأَحْوَال لَا إِلَه إِلَّا هُوَ. السُّلْطَان سيف الدّين أَبُو سعيد السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر سيف الدّين أَبُو سعيد برقوق بن آنص الجركسي العثماني اليلبغاوي الْقَائِم بدولة الجراكسة أَخذ من بِلَاد الجركس فأبيع بِبِلَاد الفرم ثمَّ جلبه الخواجا فَخر الدّين عُثْمَان بن مُسَافر إِلَى مصر فَاشْتَرَاهُ الْأَمِير يلبُغا العُمَري الخاصكي وَأعْتقهُ وَجعله من جملَة مماليكه الأجلاب وَكَانَ اسْمه ألطنبغا فَسَماهُ الْأَمِير يلبغا - برقوق - لنتوء فِي عينه ومولده فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة - تخمينا - فَإِنَّهُ ذكر فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين أَن سنه سبع وَخَمْسُونَ سنة. فَلَمَّا قتل الْأَمِير يلبغا - وَكَانَت وَاقعَة الأجلاب - أخرج برقوق فِيمَن أخرج مِنْهُم وسجن بالكرك مُدَّة ثمَّ أفرج عَنهُ وَصَارَ إِلَى دمشق فخدم عِنْد نائبها الْأَمِير مَنجكَ حَتَّى طلب الْملك الْأَشْرَف شعْبَان اليلبغاوية قدم مَعَ من قدم مِنْهُم وَصَارَ فِي خدمَة الأسياد من جملَة مماليكهم إِلَى أَن ثَارُوا بعد سفر الْأَشْرَف إِلَى الْحجاز كَانَ مِمَّن ثار مَعَهم وانتقل من الجندية إِلَى إمرة طبلخاناه ثمَّ إِلَى إمرة مائَة وَملك الإصطبل وَعمل أَمِير آخور ثمَّ أَمِيرا كَبِيرا. ومازال يدبر الْأُمُور والأقدار تساعده حَتَّى ذهب من يعانده وَتثبت دولته وَوَافَقَهُ الْجَمِيع على أَن يكون سُلْطَان الْبِلَاد. فَلَمَّا خُلع الصَّالح وَصلى الْجَمَاعَة الظّهْر من يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشر شهر رَمَضَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسبع مائَة - الْمُوَافق لَهُ آخر هتور وسادس عشْرين تشرين الثَّانِي - خطب الْخَلِيفَة المتَوَكل على الله أَبُو عبد الله مُحَمَّد الْخطْبَة على الْعَادة وَبَايع الْأَمِير الْكَبِير الأتابك على السلطنة وقلده أَمر الْعباد والبلاد فأفيض فِي الْحَال على السُّلْطَان تشريف الْخلَافَة وأفيض على الْخَلِيفَة التشريف على الْعَادة. وَأَشَارَ شيخ الْإِسْلَام سراج الدّين عمر البُلْقِينِيّ أَن يقلب السُّلْطَان بِالْملكِ الظَّاهِر وَقَالَ: هَذَا وَقت الظّهْر وَالظّهْر مَأْخُوذ من الظهيرة والظهور وَقد ظهر هَذَا الْأَمر بعد أَن كَانَ خافيا فتلقب بِالْملكِ

<<  <  ج: ص:  >  >>