سنة إِحْدَى عشر وسِتمِائَة فِيهَا فر الْملك الْمَنْصُور بن الْعَزِيز عُثْمَان بن صَلَاح الدّين يُوسُف من اعتقال عَم أَبِيه الْملك الْعَادِل وَلحق بِالظَّاهِرِ صَاحب حلب ولاذ بِهِ هُوَ وَإِخْوَته فأكرمهم الظَّاهِر. وفيهَا تجمع فرنج قبرس وعكا وطرابلس وأنطاكية وانضم إِلَيْهِم عَسْكَر ابْن ملك الأرمن لقصد بِلَاد الْمُسلمين فخافهم الْمُسلمُونَ وَكَانَ أول مَا بدأوا بِهِ بِلَاد الإسماعيلية فنازلوا قلعة الخوابي ثمَّ سَارُوا عَنْهَا إِلَى أنطاكية. وفيهَا ظفر السُّلْطَان عز الدّين كيكاوس بن كيخسرو بن قلج أرسلان السلجوقي صَاحب بِلَاد الرّوم بالأشكري ملك الرّوم. وفيهَا خرج الْملك الْعَادِل من الشَّام يُرِيد مصر فَنزل فِي الْقَاهِرَة بدار الوزارة وَاسْتمرّ ابْنه الْكَامِل بقلعة الْجَبَل وَأمر الْعَادِل أَن يُقيم مَعَه كليام الفرنجي الجنوي بدار الوزارة. وفيهَا ورد الْخَبَر بِمَوْت سنقر أتابك الْيمن وَاسْتقر بعده الْملك النَّاصِر أَيُّوب صَاحب الْيمن فِي ملكه وَقَامَ بأتابكيته غَازِي. وفيهَا شرع الْملك الْعَادِل فِي تبليط جَامع بني أُميَّة بِدِمَشْق وَكَانَت أرضه حفرا وجورا وَتَوَلَّى الْعَمَل الْوَزير صفي الدّين بن شكر. وفيهَا تعامل أهل دمشق وَغَيرهَا بالقراطيس السود العادلية ثمَّ بطلت بعد ذَلِك وفنيت. وفيهَا تولى سهم الدّين عِيسَى الْقَاهِرَة فِي شَوَّال وَتَوَلَّى جمال الدّين بن أبي الْمَنْصُور وكَالَة بَيت المَال بهَا. وَمَات سعد بن سعد الدّين بن كوجيا فِي عشر ربيع الآخر. وفيهَا حج الْملك الْمُعظم عِيسَى بن الْعَادِل من دمشق وَحج مَعَه الشريف سَالم بن قَاسم بن مهنا الْحُسَيْنِي أَمِير الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فعزم الشريف قَتَادَة أَمِير مَكَّة على مسكه فَلم يتَمَكَّن مِنْهُ فَعَاد الشريف سَالم صُحْبَة الْملك الْمُعظم إِلَى دمشق فَبَعثه الْمُعظم على
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute