حق العيادة وهمَّ بِالْقيامِ فَقبض عَلَيْهِ وعَلى عشرَة من مماليكه وَضرب قرقُماس دواداره فَمَاتَ من ذَلِك بعد أَيَّام. وَركب منطاش حَال مسكه الجوباني فِي أَصْحَابه إِلَى بَاب السلسلة وَأخذ جَمِيع الْخُيُول الَّتِي كَانَت واقفة هُنَاكَ. وَأَرَادَ اقتحام الْبَاب ليَأْخُذ الناصري على غَفلَة فَلم يتَمَكَّن من ذَلِك وأغلق الْبَاب. وَرمى عَلَيْهِ مماليك الناصري من أَعلَى السُّور فَعَاد وَمَعَهُ الْخُيُول إِلَى دَاره وهى قريب من الرميلة بجوار مدرسة السُّلْطَان حسن وَنهب بَيت الْأَمِير أقبغا الْجَوْهَرِي وَأخذ خيله وقماشه وأصعد إِلَى مدرسة السُّلْطَان حسن الْأَمِير تنكزبغا رَأس نوبَة والأمير أَزْدَمُر الجوكاني دوادار الظَّاهِر برقوق فِي عدَّة مماليك وَحمل إِلَيْهَا النشاب وَالْحِجَارَة فرموا على من فِي الرميلة من أَصْحَاب الناصري من أَعلَى المأذنتين وجوانب الْقبَّة. وألبس الناصري مماليكه السِّلَاح وتلاحقت المماليك الأشرفية والظاهرية بمنطاش وَصَارَ فِي فَارس بعد مَا كَانَت عدَّة من مَعَه أَولا نَحْو السّبْعين فَارِسًا. وَأَتَاهُ من الْعَامَّة عَالم كَبِير فترامى الْفَرِيقَانِ واقتتلا. وَنزل الْأَمِير حسام الدّين حُسَيْن بن الكوراني وَالِي الْقَاهِرَة والأمير مَأْمُور الْحَاجِب من عِنْد الْأَمِير الْكَبِير. وَنُودِيَ فِي النَّاس بِنَهْب مماليك منطاش وَالْقَبْض على من قدرُوا عَلَيْهِ وإحضاره إِلَى الْأَمِير الْكَبِير فَخرج عَلَيْهِمَا طَائِفَة من المنطاشية وضربوهما وهزموا من مَعَهُمَا فعادوا إِلَى الناصري. وَلحق الْوَالِي بِالْقَاهِرَةِ وأغلق أَبْوَابهَا. واشتدت الْحَرْب وتقرب منطاش من الْعَامَّة ولاطفهم وَأَعْطَاهُمْ فتعصبوا لَهُ وتزاحموا على الْتِقَاط النشاب الذى يَرْمِي بِهِ أَصْحَاب الناصري على منطاش وأتوه بِهِ وبالغوا فِي المخاطرهَ مَعَه حَتَّى كَانَ الْوَاحِد بعد الْوَاحِد مِنْهُم يثب فِي الْهَوَاء ويختطف السهْم وَهُوَ مار وَيَأْتِي بِهِ منطاش. وَلَا يزالون فِي نقل الْحِجَارَة إِلَى مأذن مدرسة حسن. وَأَقْبل اللَّيْل وهم على ذَلِك فَبَاتَ منطاش لَيْلَة الثُّلَاثَاء على بَاب مدرسة حسن وَالرَّمْي لَا يبطل وَأَتَاهُ طوائف من الظَّاهِرِيَّة حَتَّى أصبح يَوْم الثُّلَاثَاء وَقد زَادَت أَصْحَابه على الأف فَارس فَأَتَاهُ مماليك الْأُمَرَاء وَغَيرهم شَيْئا بعد شَيْء حَتَّى خشن جَانِبه وَاشْتَدَّ بأسه. فَبعث الناصري بالأمير بجمان والأمير قرابُغا الأبو بكري فِي طَائِفَة كَبِيرَة وَمَعَهُمْ الْمعلم أَحْمد بن الطولوني وَكثير من الحجارين لينقبوا بَيت منطاش من ظَهره حَتَّى ينْحَصر. فَبعث إِلَيْهِم عدَّة من
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute