للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جَمِيع أقطار الْمَدِينَة من الْبيُوت والأسواق والمدارس وَنَحْوهَا إِلَّا واهتز اهتزازاً عَظِيما وَاسْتمرّ الْحَال كَذَلِك إِلَى ضحوة نَهَار الْيَوْم الرَّابِع فسكنت الزلزلة وَأمن النَّاس واطمأنوا وَإِذا برِيح عَظِيمَة هبت فِي الْحَال ثمَّ تحركت الأَرْض أقوى مِمَّا تحركت قبل ذَلِك وانقلبت بِأَهْلِهَا فَصَارَ عاليها سافلها وَخَربَتْ الْمَدِينَة وَهلك أَهلهَا فَلم يسلم مِنْهُم إِلَّا النَّادِر. وَسلم سكان الفوقانيات وَهلك سكان التحتانيات وَسلم قوم كَانُوا فِي بعض الحمامات وَقد خَرجُوا إِلَى الدهاليز فاحتوى من بَقِي من الأراذل على أَمْوَال من قد هلك من الأماثل وترأسوا بعدهمْ. ثمَّ بعد أشهر عمر من بَقِي عمارات بِالْقربِ من الْمَدِينَة الَّتِي هَلَكت وَعمِلُوا عاليها من الْخشب والخيام. وَمن غَرِيب مَا وَقع فِي هَذِه الْحَادِثَة أَن قَرْيَة انْتَقَلت من مَكَانهَا إِلَى مَكَان قَرْيَة أُخْرَى فَصَارَت فَوْقهَا بِحَيْثُ لم يبْق للَّتِي كَانَت أَولا أثر يعرف فَكَانَت بَين أهل القريتين عدَّة خصومات ومحاربات. وَاتفقَ أَيْضا أَن رجلا كَانَ فِي بَيته فَسقط الْبَيْت إِلَّا الْموضع الَّذِي فِيهِ الرجل فَإِنَّهُ لم يسْقط وَسلم الرجل. وَكَانَت امْرَأَة فِي الْحمام وَقد أخذت لقْمَة وَضَعتهَا فِي فمها فَسقط الْحمام عَلَيْهَا فَهَلَكت فِيمَن هلك فَلَمَّا نبش عَنْهَا وجدت واللقمة فِي فِيهَا لم تبلعها وَوَلدهَا فِي حضنها ومئزرها فِي وَسطهَا وَقد أدخلت إِحْدَى رِجْلَيْهَا فِي دَاخل الْحمام ورجلها الْأُخْرَى من خَارج لم تهمل حَتَّى تدْخلهَا بل هَلَكت قبل ذَلِك وَسلم مَعَ ذَلِك الْوَقَّاد فِي أتون الْحمام فَإِنَّهُ مِمَّن ألقته الأَرْض عَنْهَا فحدفته إِلَى الْعُلُوّ وَصَارَ بالبعد عَن مَوْضِعه فَسلم. وَقد اشْتهر عِنْد أهل نيسابور أَنَّهَا خربَتْ بالزلازل سبع مَرَّات فَكَانَت هَذِه الْمرة أشنع مِمَّا مضى لِأَنَّهَا تركت الْمَدِينَة عاليها سافلها. وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه. وَمَات فِي هَذِه السّنة عَالم كَبِير بالطاعون وَالسيف فَمِمَّنْ لَهُ ذكر من الْأَعْيَان:

<<  <  ج: ص:  >  >>