للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النَّاس لمشاهدة ابْن أويس فَكَانَ يَوْمًا مشهوداً. وعندما ترجل الْعَسْكَر على الْعَادة صَار ابْن أويس مواكباً للسُّلْطَان حَتَّى بلغا حد مَوضِع الطبلخاناه أَوْمَأ إِلَيْهِ السُّلْطَان بالتوجه إِلَى الْمنزل الَّذِي أعده لَهُ على بركَة الْفِيل وجدد عِمَارَته وزخرفته وملأه بالفرش والآلات فَسَار إِلَيْهِ وَجَمِيع الْأُمَرَاء فِي خدمته وَصعد السُّلْطَان إِلَى القلعة. فَلَمَّا دخل ابْن أويس إِلَى منزله وَمَعَهُ الْأُمَرَاء مد الْأَمِير جمال الدّين مَحْمُود الأستادار بَين يَدَيْهِ سماطاً جَلِيلًا فَأكل وَأكل مَعَه الْأُمَرَاء وَانْصَرفُوا. فَبعث إِلَيْهِ السُّلْطَان مِائَتي ألف دِرْهَم فضَّة ومائتي قِطْعَة قماش سكندري وَثَلَاثَة أَفْرَاس بقماش ذهب وَعشْرين مَمْلُوكا حسانا وَعشْرين جَارِيَة. فَلَمَّا كَانَ اللَّيْل قدم حَرِيم ابْن أويس وَثقله. وَفِي ثامن عشره: اسْتَقر مُحَمَّد الضاني والياً بأشموم الرُّمَّان عوضا عَن مُحَمَّد بن غرلوا. وَفِي يَوْم الْخَمِيس تَاسِع عشره: عمل السُّلْطَان الْخدمَة بالإيوان الْمَعْرُوف بدار الْعدْل على الْعَادة. وَصعد القان أَحْمد بن أويس إِلَى القلعة ليحضر الْخدمَة بالإيوان. وَعبر من بَاب الجسر الَّذِي يُقَال لَهُ بَاب السِّرّ وَجلسَ تجاه الإيوان حَتَّى خرج إِلَيْهِ رَأس نوبَة وَمضى بِهِ إِلَى الْقصر فَأَخذه السُّلْطَان. وَخرج بِهِ إِلَى الإيوان وَأَقْعَدَهُ رَأس الميمنة فَوق الْأَمِير الْكَبِير كمشبغا الأتابك. فَلَمَّا قَامَ الْقُضَاة وَمد السماط قَامَ الْأُمَرَاء على عَادَتهم فهمّ ابْن أويس بِالْقيامِ مَعَهم ووقف فَأَشَارَ لَهُ السُّلْطَان فَجَلَسَ حَتَّى فرغ الموكب. وَلما انْقَضتْ خدمَة الإيوان دخل مَعَ السُّلْطَان إِلَى الْقصر وَحضر خدمَة الْقصر أَيْضا ثمَّ خرج والأمراء بَين يَدَيْهِ حَتَّى ركب وقدامه جاويشيته ونقيب جَيْشه فَسَار الْأُمَرَاء بخدمته إِلَى منزله. وَفِيه علق الجاليش بالطبلخاناه إِشَارَة للسَّفر فشرع النَّاس فِي التَجهيز. وَفِي حادي عشرينه: ركب السُّلْطَان وَمَعَهُ ابْن أويس إِلَى مَدِينَة مصر وعديا النّيل إِلَى بر الجيزة وَنزلا بالخيام ليتصيدا. وَفِيه قبض على الصاحب سعد الدّين نصر الله بن البقري نَاظر الدولة وعَلى وَلَده تَاج الدّين عبد الله وَجَمَاعَة من المباشرين وسلموا لشاد الدَّوَاوِين. وَفِي رَابِع عشرينه: قدم الْبَرِيد من حلب بِرَجُل تتري يُقَال لَهُ دولات خجا مُقَيّد بالحديد منأصحاب تيمور لنك، قبض عَلَيْهِ سَالم الذّكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>