فَلَمَّا وقف السُّلْطَان على هَذِه الأبيات أَمر أهل الْقَاهِرَة ومصر بالنفير للْجِهَاد وَخرجت السّنة وَالْحَال على ذَلِك. وفيهَا استدعى الْملك الْغَالِب كيكاوس بن كيخسرو بن قلج أرسلان ملك الرّوم بِالْملكِ الْأَفْضَل نور الدّين عَليّ بن صَلَاح الدّين يُوسُف وَكَانَ بسميساط ويخطب للْملك الْغَالِب فَلَمَّا قدم عَلَيْهِ أكْرمه وَحمل إِلَيْهِ شَيْئا كثيرا من المَال وَالْخَيْل وَالسِّلَاح وَغَيره وتحالفا على الْمسير إِلَى المملكة الحلبية وَأَخذهَا بِشَرْط أَن يَدْفَعهَا الْملك الْغَالِب هِيَ وَسَائِر مَا يَفْتَحهُ إِلَى الْملك الْأَفْضَل ليقيم لَهُ فِيهَا الْخطْبَة وَالسِّكَّة وَيصير فِي طَاعَته فَإِذا تمّ ذَلِك سارا إِلَى الشرق وأخذا حران والرها وَغَيرهَا فسارا يالعساكر وأخذا قلعة رعبان فتسلمها الْأَفْضَل وَمَال إِلَيْهِ النَّاس واجتمعوا على الْملك الْغَالِب لمحبتهم فِي الْأَفْضَل ثمَّ سَار إِلَى قلعة تل بَاشر فحصراها حَتَّى ملكاها فَلم يُسَلِّمهَا الْملك الْغَالِب للأفضل وَأقَام نَائِبا من قبله فنفر مِنْهُ الْأَفْضَل وفترت همته وَعلم أَن هذأ أول الْغدر وَأعْرض أهل الْبِلَاد أَيْضا عَن الْملك الْغَالِب واستعد أهل حلب واستدعوا الْملك الْأَشْرَف من بحيرة قدس وَكَانَ نازلا عَلَيْهَا تجاه الفرنج فَقدم إِلَيْهِم بعساكره وَحَضَرت عرب طَيء وَغَيرهَا إِلَى ظَاهر حلب فَحسن الْأَفْضَل للْملك الْغَالِب التَّوَجُّه إِلَى منبج فسارا إِلَيْهَا فواقع الْعَرَب مُقَدّمَة الْملك الْغَالِب إِلَى بِلَاده وَسَار الْأَشْرَف فاستولى على رعبان وتل بَاشر.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute