الْقُضَاة الْمَالِكِيَّة فِي رَابِع الْمحرم بَعْدَمَا ابتلى من الْأَمِير بَكْلَمِش ببلاء عَظِيم. وَله نظم. وَمَات الْأَمِير شرف الدّين مُوسَى بن قُماري أَمِير شكار وشاد الْأَحْوَال السُّلْطَانِيَّة الْمَوْضُوعَة للطيور فِي ثَانِي عشر رَجَب. وَمَات ملك الْمغرب صَاحب فاس أَبُو عَامر عبد الله بن السُّلْطَان أبي الْعَبَّاس أَحْمد ابْن أبي سَالم إِبْرَاهِيم بن أبي الْحسن المريني وأقيم بعده أَخُوهُ أَبُو سعيد عُثْمَان بن أبي الْعَبَّاس. هَذَا وَالشَّيْخ أَبو الْعَبَّاس أَحْمد بن على القبايلي هُوَ الْقَائِم بتدبير الدولة بعد موت السُّلْطَان أبي الْعَبَّاس أَحْمد. وكل من أبي فَارس عبد الْعَزِيز وَأبي عَامر عبد الله وَأبي سعيد عُثْمَان تَحت حجره حَتَّى قتل كَمَا سَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وَقتل الْأَمِير سولي بن الْأَمِير زين الدّين قراجا بن دُلْغَادر التركماني فِي ذِي الْقعدَة قَتله رجل من أَقَاربه يُقَال لَهُ عَليّ بك. وَذَلِكَ أَنه غاضبه وَأخرجه فَنزل حلب ثمَّ اتّفق مَعَ غُلَامه - على القُصير - على قتل سولي واحتالا عَلَيْهِ بِأَن ضرب عَليّ بك غُلَامه ضربا مبرحاً فَمضى الْغُلَام إِلَى سولي يشكو حَاله فأواه عِنْده ووعد بِأخذ ثَأْره. فَمَا زَالَ عِنْده حَتَّى سكر سولي لَيْلَة. فَلَمَّا انْفَرد بِهِ ضربه بسكين قَتله ثمَّ صَاح. فَلَمَّا جَاءَهُ التركمان أوهمهم أَن بعض أعدائه اغتاله ثمَّ استغفلهم وهرب إِلَى مخدومه بحلب. فَلَمَّا صَحَّ السُّلْطَان الْخَبَر استدعى عَليّ بك وَغُلَامه وأنعم عَلَيْهِمَا بإمرتين لعَلي بك إمرة طبلخاناه ولعلي الْقصير بإمرة عشرَة. وَقتل أَمِير آل فضل الْأَمِير علم الدّين أَبُو سُلَيْمَان بن عنقاء بن مهنا بعد الْقَبْض عَلَيْهِ فِي كائنة جرت بَينه وَبَين عَمه الْأَمِير نعير بِالْقربِ من الرحبة.