للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِيه ورد الْبَرِيد بِمَوْت رَجَب ابْن الْأَمِير كمشبغا الْحَمَوِيّ فِي سَابِع عشْرين رَمَضَان وَمَوْت أَبِيه الْأَمِير الْكَبِير كمشبغا من الْغَد فِي ثامن عشرينه بسجن الْإسْكَنْدَريَّة. فابتهج السُّلْطَان لمَوْته وَرَأى أَنه قد تمّ لَهُ أمره فَإِنَّهُ آخر من كَانَ قد بَقِي من الْأُمَرَاء اليلبغاوية. وَأَقْبل النَّاس فِي يَوْم الْعِيد وَمَا بعده على أَنْوَاع من اللَّهْو فِي القرافة والترب خَارج الْقَاهِرَة وبخرطوم الجزيرة الَّذِي انحسر عَنْهَا مَاء النّيل ببولاق فَمر لَهُم فِيهِ مسرات وتفننوا فِي أَنْوَاع اللَّذَّات وكأنما كَانُوا يودعون الْأَمْن والراحات. وَفِي خامسه: قدم الْأَمِير دقماق نَائِب ملطية إِلَى دمشق معزولاً وَتوجه مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة فِي حادي عشره على الْبَرِيد. وَفِي سادسه: أخرج ابْن الطبلاوي من الْقَاهِرَة منفياً إِلَى الكرك وَمَعَهُ نقيب وَاحِد قد وكل بِهِ فَسَار ذليلاً حَقِيرًا وحيداً فريداً فسبحان مزيل النعم. ومازال سائراً إِلَى أَن وصل بلد الْخَلِيل - عَلَيْهِ السَّلَام - فَبَلغهُ موت السُّلْطَان فَتوجه من بلد الْخَلِيل إِلَى الْقُدس فَمر بِهِ الْأَمِير شاهين كتك - يعْنى الأفرم - وَقد توجه إِلَى الكرك بِخَبَر موت السُّلْطَان وسلطنة ابْنه بعده فَسَأَلَهُ أَن يشفع لَهُ فِي الْإِقَامَة بالقدس. فَلَمَّا ورد إِلَى قلعة الْجَبَل سَأَلَ الْأَمِير الْكَبِير أيتمش فِي ذَلِك فَأَجَابَهُ وَكتب مرسوماً إِلَى ابْن الطبلاوي أَن يُقيم بالقدس فَأَقَامَ وَكَانَ من خَبره مَا يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء خامسه: ابْتَدَأَ مرض السُّلْطَان. وَذَلِكَ أَنه ركب للعب الكرة بالميدان فِي القلعة على الْعَادة. فَلَمَّا فرغ مِنْهُ قدم إِلَيْهِ عسل نحل ورد من كختا فَأكل مِنْهُ وَمن لحم بلشون وَدخل إِلَى قصوره فعكف على شرب الْخمر فاستحال ذَلِك خلطاً ردياً لزم مِنْهُ الْفراش من لَيْلَة الْأَرْبَعَاء وتنوع مَرضه حَتَّى أيس مِنْهُ لشدَّة الْحمى وَضعف القوى فأرجفت بِمَوْتِهِ فِي يَوْم السبت تاسعه. وَاسْتمرّ أمره يشْتَد إِلَى يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشره فشنع الأرجاف وغلقت الْأَسْوَاق فَركب الْوَالِي ونادى بالإمعان. فَلَمَّا أصبح يَوْم الْخَمِيس استدعى الْخَلِيفَة المتَوَكل على الله أَبَا عبد الله مُحَمَّد وقضاة الْقُضَاة وَسَائِر الْأُمَرَاء - الأكابر والأصاغر - وَجَمِيع أَرْبَاب الدولة إِلَى حَضْرَة السُّلْطَان

<<  <  ج: ص:  >  >>