ليدفعوهم عَن مَنْزِلَتهمْ ويستولوا على الْبِلَاد فانقضت السّنة وهم تجاه الْمُسلمين على رَأس بَحر أشموم ودمياط. وفيهَا غلت الأسعار بِأَرْض مصر فَبلغ الْقَمْح ثَلَاثَة دَنَانِير كل أردب فَكَانَت من أشق السنين وأشدها على أهل مصر. وفيهَا مَاتَ الشريف أَبُو عَزِيز قَتَادَة بن أبي مَالك إِدْرِيس بن مطاعن بن عبد الْكَرِيم ابْن عِيسَى بن حُسَيْن بن سُلَيْمَان بن على بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عبد الله ابْن مُوسَى بن عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بن على بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ سُلْطَان مَكَّة فِي أخر جُمَادَى الْآخِرَة بِمَكَّة عَن تسعين سنة وَله شعر جيد وَقدم مصر غير مرّة وَمَعَهُ أَخُوهُ أَبُو مُوسَى عِيسَى وَكَانَت وِلَادَته ومرباه بالينبع. وَملك مَكَّة بعده ابْنه حسن بن قَتَادَة فَسَار رَاجِح بن قَتَادَة مغاضباً لَهُ وَقطع الطَّرِيق فِي الْمَوْسِم بَين مَكَّة وعرفة فَقبض عَلَيْهِ أقباش أَمِير الْحَاج الْعِرَاقِيّ فَبعث الشريف حسن لأقباش يعده بِمَال ليسلمه راجحاً فوعده رَاجِح بِأَكْثَرَ من ذَلِك فعزم أقباش على أَن يُسلمهُ مَكَّة وَتقدم لمقاتلة أميرها فَقتل أقباش وفر رَاجِح إِلَى الْملك المسعود بِالْيمن.