ليملكوها. وعندما قبض على تنم كتب إِلَى دمشق بالنصرة ومسك تنم فوصل الْبَرِيد بذلك يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشرينه على نَائِب الْغَيْبَة بِدِمَشْق فَنُوديَ بذلك. ثمَّ قدم الْأَمِير أيتمش إِلَى دمشق يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشرينه فَقبض عَلَيْهِ وعَلى تعري بردى وطيفور وأقبعا اللكاش وحبسوا بدار السَّعَادَة. ثمَّ مسك بعد يَوْمَيْنِ أرغون شاه وَيَعْقُوب شاه. وَتقدم القَاضِي سعد الدّين إِبْرَاهِيم بن غراب إِلَى دمشق فَقَدمهَا فِي يَوْم السبت سلخه. وَأما يلبغا الْمَجْنُون فَإِنَّهُ نزل البير الْبَيْضَاء فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن عشرينه فَبعث إِلَيْهِ الْأَمِير بيبرس أَمَانًا فَقبض على من أحضرهُ إِلَيْهِ وطوقه بالحديد. فاستعد النَّاس بِالْقَاهِرَةِ وَبَاتُوا لَيْلَة السبت على أهبة اللِّقَاء. وَركب الْأُمَرَاء كلهم بكرَة يَوْم السبت سلخه إِلَى قبَّة النَّصْر خَارج الْقَاهِرَة وَأَقْبل يلبغا الْمَجْنُون فواقعهم عِنْد بساتين المطرية وَمَعَهُ نَحْو ثَلَاثمِائَة فَارس وَقصد الْقلب وَفِيه سودون بن زادة وأينال حطب وثلاثمائة من المماليك السُّلْطَانِيَّة فأطبق عَلَيْهِ الْأَمِير بيبرس من الميمنة وَمَعَهُ الْأَمِير يلبغا السالمي وساعدهما إينال باي. مِمَّن مَعَه من الميسرة فتقنطر سودون من زادة وخرق يلبعا المحنون الْقلب فِي عشْرين فَارِسًا وَصَارَ إِلَى جِهَة الْجَبَل الْأَحْمَر وانكسر سَائِر من مَعَه من الْأُمَرَاء وَغَيرهم فَتَبِعهُمْ الْعَسْكَر وَفِي ظنهم أَن يلبغا الْمَجْنُون فيهم فأدركوا الْأَمِير تمربغا المنجكي بالزيات وأخذوه وَأخذ طلب يلبغا الْمَجْنُون من عِنْد خليج الزَّعْفَرَان بِرَأْس الريدانية فَوجدَ فِيهِ الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن سنقر الأستادار والأمير بيسق أَمِير أخور فأطلقوهما ونهبوه وَعَاد الْعَسْكَر إِلَى تَحت القلعة. وَسَار الْمَجْنُون فِي عشْرين فَارِسًا مَعَ ذيل الْجَبَل إِلَى تجاه دَار الضِّيَافَة. فَلَمَّا رأى كَثْرَة من اجْتمع من الْعَامَّة خَافَ مِنْهُم أَن يرجموه فَقَالَ لَهُم: أَنْتُم ترجوني بِالْحِجَارَةِ وَأَنا أرجمكم بِالذَّهَب فدعوا لَهُ وتركوه فَسَار من خلف القلعة وَمضى إِلَى جِهَة الصَّعِيد من غير أَن يعرف بِهِ الْأُمَرَاء. وَفِيه اسْتَقر عَلَاء الدّين عَليّ بن طرنطاي كاشف الْوَجْه البحري وتغري برمش وَالِي الشرقية. شهر شعْبَان أَوله الْأَحَد: فِي أَوله: قدم الْأَمِير سيف الدّين جكم رَأس نوبَة إِلَى دمشق وَقيد أيتمش وَمن مَعَه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute