سنة تسع عشرَة وسِتمِائَة فِيهَا قدم الْأَشْرَف مُوسَى إِلَى مصر فَأَقَامَ بهَا عِنْد أَخِيه السُّلْطَان الْملك الْكَامِل مُدَّة ثمَّ عَاد فِي رَمَضَان. وفيهَا أوقع التتر بالكرج. وفيهَا قدم الْملك المسعود يُوسُف بن الْكَامِل من الْيمن إِلَى مَكَّة فِي ربيع الأول وَقد وَحل عَنْهَا الشريف حسن بن قَتَادَة وَقدم مَعَه رَاجِح بن قَتَادَة إِلَى مَكَّة فَرد الْملك المسعود على أهل الْحجاز أَمْوَالهم ونخلهم وَمَا أَخذ لَهُم من الْحور بِمَكَّة والوادي ثمَّ عَاد إِلَى الْيمن بَعْدَمَا حج وَمنع أَعْلَام الْخَلِيفَة من التَّقَدُّم وَقدم أَعْلَام أَبِيه على أَعْلَام الْخَلِيفَة وبدا مِنْهُ بِمَكَّة مَا لَا يحمد من رمي حمام الْحرم بالبندق من فَوق زَمْزَم وَنَحْو ذَلِك فهم أهل الْعرَاق بقتاله فَلم يقدروا على ذَلِك عَجزا عَنهُ واستناب الْملك المسعود بِمَكَّة الْأَمِير نور الدّين عمر بن عَليّ بن رَسُول ورتب مَعَه ثَلَاثمِائَة فَارس وَكَانَ الشريف حسن بن قَتَادَة قد نزل يَنْبع وَولي الْملك المسعود أَيْضا راحج بن قَتَادَة السرين وحلى وَنصف المخلاف فَجمع الشريف حسن وَسَار إِلَى مَكَّة وَكسر ابْن رَسُول وَملك مِنْهُ مَكَّة. وفيهَا مَاتَ الْأَمِير عماد الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن الْأَمِير سيف الدّين أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد الهكاري الْمَعْرُوف بِابْن المشطوب أحد الْأُمَرَاء الصلاحية فِي الاعتقال بحران فِي ربيع الآخر.