للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَفِيه قدم رسل أبي يزِيد بن عُثْمَان - ملك الرّوم - بهدية فِيهَا عشرَة مماليك وَعشرَة أرؤس من الْخَيل وَعشر قطع من الجوخ وشاربان من الْفضة وَعشر قطع فضَّة مَا بَين أطباق وَغَيرهَا وعدة هَدَايَا إِلَى الْأُمَرَاء فقرئ كِتَابه فِي الْعشْرين مِنْهُ. وَفِي حادي عشرينه. قدم سعد الدّين بن غراب إِلَى الْقَاهِرَة لَيْلًا وَنزل عِنْد صديقه جمال الدّين يُوسُف أستادار بجاس وَهُوَ يَوْمئِذٍ أستادار سودن طاز أَمِير أخور. فَتحدث لَهُ مَعَ سودن طاز وأوصله إِلَيْهِ فَأكْرمه وأنزله عِنْده يومي الثُّلَاثَاء وَالْأَرْبِعَاء واسترضي لَهُ الْأُمَرَاء وأحضره فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشرينه إِلَى مجْلِس السُّلْطَان فَقبل الأَرْض وخلع عَلَيْهِ جُبَّة حَرِير مطرزة على عَادَته وَاسْتقر فِي الأستادارية وَنظر الْجَيْش وَنظر الْخَاص على إقطاعه وأضيف إِلَيْهِ الذَّخِيرَة ودواليب خَاص الْخَاص. وعزل نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن سنقر وَنزل إِلَى بَيت الْأَمِير جكم الدوادار فَمَنعه من الدُّخُول إِلَيْهِ ورده فَصَارَ إِلَى دَاره. وَمَا زَالَ حَتَّى دخل مَعَ الْأَمِير سودن من زادة إِلَى عِنْد الْأَمِير جكم فَقبل يَده فَلم يكلمهُ كلمة وَأعْرض عَنهُ فرضاه بعد ذَلِك. وَفِي يَوْم الْخَمِيس سلخه: أنْفق الْأَمِير القَاضِي سعد الدّين بن غراب تَتِمَّة النَّفَقَة على المماليك السُّلْطَانِيَّة فَأعْطى كل وَاحِد ألف دِرْهَم وعندما نزل من القلعة أدْركهُ عدَّة من المماليك السُّلْطَانِيَّة ورحموه بِالْحِجَارَةِ يُرِيدُونَ قَتله فبادر إِلَى بَيت الْأَمِير نوروز واستجار بِهِ فأجاره حَتَّى انْصَرف المماليك عَن بَابه وَتوجه إِلَى دَاره. وَفِيه نُودي على النّيل بِزِيَادَة ثَمَانِيَة وَأَرْبَعين إصبعاً وَتَأَخر عَلَيْهِ من الْوَفَاء سِتّ عشرَة إصبعاً وفاها فِي اللَّيْل وَبلغ الدِّينَار الْمصْرِيّ إِلَى أَرْبَعِينَ درهما ثمَّ انحط وَبلغ الأفرنتي إِلَى سَبْعَة وَثَلَاثِينَ وَفِي هَذَا الشَّهْر كَانَت وقْعَة بَين الْأَمِير نعير وَبَين نَائِب حلب. وَمَات فِي هَذِه السّنة قَاضِي الْقُضَاة موفق الدّين أَحْمد بن قَاضِي الْقُضَاة نَاصِر الدّين نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن هَاشم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الْعَسْقَلَانِي الْحَنْبَلِيّ فِي ثَانِي عشر رَمَضَان وَكَانَ مشكوراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>