الْأَرْبَعَاء فِيمَن مَعَه وَسَار من بَاب القرافة بعد مَا نَادَى بِالْعرضِ وَاجْتمعَ إِلَيْهِ الْعَسْكَر كُله. وواقع جكم ونوروز وكسرهما وَأسر تمربغا المشطوب وسودن من زَاده وعَلى بن أينال وأرغر. وفر نوروز وجكم فِي عدَّة كَبِيرَة يُرِيدُونَ بِلَاد الصَّعِيد. وَعَاد السُّلْطَان وَمَعَهُ الْأَمِير سودن طاز إِلَى القلعة مظفراً منصوراً. وَبعث بالأمراء المأسورين إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فِي لَيْلَة السبت سَابِع عشره. وانتهي نوروز وجكم إِلَى منية الْقَائِد وعادوا إِلَى طموه ونزلوا على نَاحيَة منبابه من بر الجيزة تجاه الْقَاهِرَة. فَمنع السُّلْطَان المراكب أَن تعدى بِأحد مِنْهُم فِي النّيل وَطلب الْأَمِير يشبك الشَّعْبَانِي من الْإسْكَنْدَريَّة. فَقدم يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع عشره إِلَى قلعة الْجَبَل وَمَعَهُ عَالم كَبِير مِمَّن خرج إِلَى لِقَائِه فباس الأَرْض وَنزل إِلَى دَاره. وَفِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء عشرينه: ركب الْأَمِير نوروز نصف اللَّيْل وعدي النّيل وَحضر إِلَى بَيت الْأَمِير الْكَبِير بيبرس الأتابك. وَكَانَ قد تحدث هُوَ والأمير إينال باي بن قجماس لَهُ مَعَ السُّلْطَان حَتَّى أَمنه ووعده بنيابة دمشق. وَكَانَ ذَلِك من مكر سودن طاز فَمشى ذَلِك عَلَيْهِ حَتَّى حضر فاختل عِنْد دلك أَمر جكم وتفرق عَنهُ من مَعَه وفر عَنهُ قنباي وَصَارَ فريداً. فَكتب إِلَى الْأَمِير بيبرس الأتابك يَسْتَأْذِنهُ فِي الْحُضُور فَبعث إِلَيْهِ الْأَمِير أزبك الْأَشْقَر رَأس نوبَة والأمير بشباي الْحَاجِب وقدما بِهِ لَيْلَة الْأَرْبَعَاء حادي عشرينه إِلَى بَاب السلسلة من الإصطبل السلطاني فتسلمه عدوه الْأَمِير سودن طاز وَأصْبح وَقد حضر يشبك وَسَائِر الْأُمَرَاء للسلام عَلَيْهِ. فَلَمَّا كَانَت لَيْلَة الْخَمِيس ثَانِي عشرينه قيد وَحمل فِي الحراقة إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فسجن بهَا حَيْثُ كَانَ الْأَمِير يشبك مسجوناً. وَفِي يَوْم الْخَمِيس: هَذَا خرج الْمحمل وأمير الْحَاج نكباي الأزدمري أحد أُمَرَاء الطبلخاناه. وَكَانَ قد ألبس الْأَمِير نوروز تشريف نِيَابَة دمشق فِي بَيت الْأَمِير بيبرس يَوْم الْأَرْبَعَاء فَقبض عَلَيْهِ من الْغَد يَوْم الْخَمِيس وَحمل إِلَى بَاب السلسلة وَقيد وَأخرج فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث عشرينه إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فسجن بهَا أَيْضا. وَغَضب الأميران بيبرس وإينال باي وتركا الْخدمَة السُّلْطَانِيَّة أَيَّامًا ثمَّ أرضيا. واختفى الأميران قانباي وقرقماس فَلم يعرف خبرهما. وَفِي سَابِع عشرينه: كتب تَقْلِيد الْأَمِير شيخ المحمودي باستقراره فِي كَفَالَة السلطنة بِالشَّام عوضا عَن الْأَمِير أقبغا الأطروش.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute