الْإِسْلَام قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين عبد الرَّحْمَن بن البُلْقِينِيّ من دَاره مَاشِيا قبيل الظّهْر إِلَى الْجَامِع الْأَزْهَر فِي جمع موفور وَلم يزل يَدْعُو ويتضرع وَقد غص الْجَامِع بِالنَّاسِ إِلَى بعد الْعَصْر. ثمَّ خرج الْقُضَاة وشيوخ الخوانك إِلَى الْجَامِع فَفَعَلُوا ذَلِك إِلَى آخر النَّهَار فتراجع النّيل من الْغَد إِصْبَعَيْنِ وَاسْتمرّ إِلَى يَوْم الْخَمِيس حادي عاشره - وَيَوْم النوروز أول توت - فَركب الْأَمِير يشبك بعد الْعَصْر حَتَّى فتح الخليج وَقد بَقِي من الْوَفَاء أَربع أَصَابِع. وانتهي سعر الأردب الْقَمْح إِلَى مائَة وَثَلَاثِينَ درهما. وَفِي يَوْم السبت ثَالِث عشره: توجه شيخ الْإِسْلَام جلال الدّين إِلَى رِبَاط الْآثَار النَّبَوِيَّة وَحمل الْآثَار النَّبَوِيَّة على رَأسه واستسقى وَأكْثر من التضرع وَالدُّعَاء مَلِيًّا وَانْصَرف فتراجع مَاء النّيل وَنُودِيَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء بوفاء سِتَّة عشر ذِرَاعا وإصبعين من سَبْعَة عشر وارتفع أَيْضا سعر الذَّهَب فَبلغ المثقال الهرجة إِلَى أَرْبَعَة وَسِتِّينَ درهما وَالدِّينَار الأفرنتي إِلَى خمسين وَزِيَادَة. وَفِيه قدم الْخَبَر بنزول الفرنج إِلَى صيدا وبيروت وَأَن الْأَمِير شيخ المحمودي نَائِب الشَّام سَار إِلَيْهِم وَقَاتلهمْ وَقتل مِنْهُم عدَّة وَهزمَ باقيهم وَبعث إِلَى الْقَاهِرَة سبع رُءُوس مِنْهُم. وَفِي سادس عشرينه: قدم الْخَبَر بتكاثر مراكب الفرنج على الْإسْكَنْدَريَّة فندب برهَان الدّين إِبْرَاهِيم الْمحلي كَبِير التُّجَّار بِمصْر للمسير إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَتَبعهُ عدَّة من الْأُمَرَاء فأقاموا أَيَّامًا ثمَّ عَادوا وَلم يلْقوا كيداً. شهر ربيع الأول أَوله الْأَرْبَعَاء. فِيهِ نقص مَاء النّيل فشرق الصَّعِيد بِكَمَالِهِ وَرويت الشرقية وَكثير من بِلَاد الغربية وارتفع السّعر فوصل الْقَمْح إِلَى مائَة وَثَمَانِينَ درهما الأردب وَالشعِير إِلَى مائَة دِرْهَم الأردب والمثقال الذَّهَب إِلَى سبعين وَالدِّينَار الأفرتني إِلَى سِتِّينَ. وَفِي يَوْم السبت رابعه: أُعِيد قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين البُلْقِينِيّ إِلَى قَضَاء الْقُضَاة وَصرف الأخناي.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute