للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

شهر ذِي الْقعدَة أَوله الِاثْنَيْنِ. فِيهِ أُعِيد ابْن شعْبَان إِلَى الْحِسْبَة وعزل الْهوى ثمَّ أُعِيد الْهوى وَصرف ابْن شعْبَان فِي يَوْم الْخَمِيس رابعه. وَاسْتقر شمس الدّين مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي بكر القليوبي - أحد طلبة الشَّافِعِيَّة - فِي مشيخة خانكاة سرياقوس عوضا عَن الْفَقِيه أَنْبيَاء التركماني. وَفِيه ارْتَفَعت أسعار عَامَّة المبيعات. فَبلغ الرطل الْجُبْن المقلي إِلَى اثْنَي عشر درهما والرطل اللَّحْم البقري إِلَى ثَلَاثَة دَرَاهِم والرطل اللَّحْم الضاني إِلَى خَمْسَة دَرَاهِم. وَقلت الأغنام وَنَحْوهَا فأبيع عشر دجاجات سمان بِأَلف وَخمسين درهما. وبيعت عشر دجاجات فِي سوق الدَّجَاج بحراج حراج بِخَمْسِمِائَة دِرْهَم. وَأَنا أستدعيت بفروجين لأشتريهما وَقد مَرضت فَأخْبرت أَن شراءهما أَرْبَعَة وَسَبْعُونَ درهما وَيُرِيد ربحا على ذَلِك. وتوالى فِي شَوَّال وَذي الْقعدَة هبوب الرِّيَاح المريسية فَكَانَت عَاصِفَة ذَات سموم وحر شَدِيد مَعَ غيم مطبق ورعود ومطر قَلِيل غرق مِنْهَا عدَّة سفن ببحر الْملح وَفِي نيل مصر هلك فِيهَا خلائق. واشتدت الْأَمْرَاض بديار مصر وفشت فِي النَّاس حَتَّى عَمت وتتابع الموتان. ثمَّ عقب هَذَا الرّيح الحارة هَوَاء شمَالي رطب تَارَة مَعَ غيم وَمرَّة بصحو حَتَّى صَار الرّبيع خَرِيفًا بَارِدًا فَكَانَت الْأَمْرَاض فِي الْأَيَّام الْبَارِدَة تقف ويقل عدد الْمَوْتَى فَإِذا هبت السمائم الحارة كثر عدد الْمَوْتَى. وَكَانَت الْأَمْرَاض حادة فطلبت الْأَدْوِيَة حَتَّى تجَاوز ثمنهَا الْمِقْدَار فَبيع الْقدح من لب القرع بِمِائَة دِرْهَم والويبة من بذر الرجلة بسبعين درهما بعد دِرْهَمَيْنِ. والرطل من الشير خشك بِمِائَة وَثَلَاثِينَ. وَالْأُوقِية من السكر النَّبَات بِثمَانِيَة دَرَاهِم وَمن السكر الْبيَاض بأَرْبعَة دَرَاهِم ثمَّ بلغ الرطل إِلَى ثَمَانِينَ درهما. والرطل الْبِطِّيخ بِثمَانِيَة دَرَاهِم والرطل الكمثري الشَّامي بِخَمْسَة وَخمسين درهما والعقيد بستين درهما الرطل وعضد الخروف الضَّأْن المسموط بأَرْبعَة دَرَاهِم والزهرة الْوَاحِدَة من اللينوفر بدرهم والخيارة الْوَاحِدَة بدرهم وَنصف. وزكت الغلال بِخِلَاف الْمَعْهُود فَأخْرج الفدان الْوَاحِد من أَرض انحسر عَنْهَا مَاء بركَة الفيوم - الْمَعْرُوفَة ببحر يُوسُف الصّديق - أحدا وَسبعين أردباً شَعِيرًا بكيل الفيوم وَهُوَ

<<  <  ج: ص:  >  >>