ابْن كلفت بقطيا حَتَّى يتلاحق بهما من انْقَطع مِنْهُم فَأَتَاهُم جمَاعَة ثمَّ مضوا حَتَّى لَحِقُوا بيشبك فَسَار إِلَى الْعَريش وَقد بلغ خَبره إِلَى غَزَّة فَتَلقاهُ أمراؤها. ثمَّ خرج إِلَيْهِ الْأَمِير خير بك نَائِب غَزَّة فَدَخلَهَا يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشره وَنزل بهَا. وَبعث طولو إِلَى الْأَمِير شيخ المحمودي نَائِب الشَّام يُعلمهُ بالْخبر فَقدم دمشق يَوْم الْأَحَد ثامن عشره وَخرج الْأَمِير شيخ فَتَلقاهُ. وَلما أعلمهُ بِمَا وَقع شقّ ذَلِك عَلَيْهِ فَإِنَّهُ كَانَ من أَصْحَاب يشبك وَبعث إِلَيْهِ الْأَمِير ألطنبغا حَاجِب دمشق والأمير شهَاب الدّين أَحْمد بن اليغموري بأَرْبعَة أحمال قماش وَمَال وَكتب إِلَيْهِ يرغبه فِي الْقدوم عَلَيْهِ ويعده بِالْقيامِ مَعَه ونصرته فَسَار من غَزَّة بَعْدَمَا أَقَامَ بهَا ثَلَاثَة عشر يَوْمًا فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ خَامِس عشرينه. وَأخذ مَا كَانَ بهَا من حواصل الْأُمَرَاء وعدة خُيُول وَبَعْدَمَا قدم عَلَيْهِ مَشَايِخ العربان بالتقادم وَبعث إِلَيْهِ أهل الكرك والشوبك بأنواع من التقادم وَبَعْدَمَا عرض من مَعَه فَكَانُوا ألفا وثلاثمائة وَخَمْسَة وَعشْرين فَارِسًا. فَتَلقاهُ بعد مسيره من غَزَّة مَشَايِخ بِلَاد السَّاحِل والجبل وَحمل إِلَيْهِ الْأَمِير بكنمر شلق نَائِب صفد عدَّة تقادم من أَغْنَام وشعير وقماش وَغير ذَلِك. وَقدم إِلَيْهِ ابْن بِشَارَة فِي عدَّة من مَشَايِخ العشير. وجهز إِلَيْهِ الْأَمِير شيخ النَّاس لملاقاته طَائِفَة بعد أُخْرَى ثمَّ سَار إِلَيْهِ. فَلَمَّا تقاربا ترحل الْأَمِير شيخ عَن فرسه وَسلم عَلَيْهِ وَسَار بِهِ وَقد ألبسهُ وَجَمِيع من مَعَه من الْأُمَرَاء الأقبية بالأطرزة العريضة وعدتهم أحد وَثَلَاثُونَ أَمِيرا من أُمَرَاء الطبلخاناه والعشرات وَسوى من تقدم ذكره من أُمَرَاء الألوف وَمَعَهُمْ من الخاصكية والممالك والأجناد نَحْو الألفي فَارس بعددهم وآلات حربهم. وَقد انْضَمَّ إِلَيْهِم خلق كثير فَدَخَلُوا دمشق بكرَة الثُّلَاثَاء رَابِع شهر رَجَب فَسَأَلَهُمْ الْأَمِير شيخ عَن خبرهم فأعلموه بِمَا كَانَ وَذكروا لَهُ أَنهم مماليك السُّلْطَان وَفِي طَاعَته لَا يخرجُون عَنْهَا أبدا غير أَن الْأَمِير إينال باي ثقل عَنْهُم مَا لم يَقع مِنْهُم فَتغير خاطر السُّلْطَان حَتَّى وَقع مَا وَقع وَأَنَّهُمْ مَا لم ينصفوا مِنْهُ ويعودوا لما كَانُوا عَلَيْهِ وَإِلَّا فأرض الله وَاسِعَة فَوَعَدَهُمْ بِخَير وَقَامَ لَهُم بِمَا يَلِيق بهم حَتَّى قيل أَنه بلغت نَفَقَته عَلَيْهِم نَحْو مِائَتي ألف وَفِيه أحضر الْأَمِير شيخ الْأَمِير أسن بيه من سجنه بقلعة صفد وأكرمه. وَأما السُّلْطَان فَإِنَّهُ لما أصبح وَقد انهزم يشبك وَمن مَعَه كتب بالإفراج عَن سودن من زادة وتمربغا المشطوب وَكتب إِلَى الْأَمِير نوروز بالحضور ليستقر على عَادَته وَكتب إِلَى الْأَمِير جكم أَمَانًا وَتوجه بِهِ طغيتمر مقدم البريدية. وَفِي رَابِع عشره: أعمد عَلَاء الدّين عَليّ بن أبي الْبَقَاء إِلَى قَضَاء دمشق عوضا عَن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute