للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَإِن قصدتني لَا آخذك إِلَّا بعسكرك. فَوَقع فِي نَفسه الْخَوْف مِمَّن مَعَه وهم آن يخرج من مصر فَلم يَجْسُر وَخرج الْمُعظم فنازل حمص وَخرب قراها ومزارعها وَلم ينل من قلعتها شَيْئا لامتناعها هِيَ وَالْمَدينَة عَلَيْهِ فَلَمَّا طَال مقَامه على حمص رَحل عَنْهَا لما أصَاب عسكره ودوابه من الْمَوْت وَقدم عَلَيْهِ أَخُوهُ الْأَشْرَف جَرِيدَة فسر بِهِ سرُور عَظِيما وأكرمه زَائِدا. وفيهَا مَاتَ الْخَلِيفَة الظَّاهِر بِأَمْر الله أَبُو نصر مُحَمَّد بن النَّاصِر فِي رَابِع عشر شهر رَجَب فَكَانَت خِلَافَته تِسْعَة أشهر وَتِسْعَة أَيَّام وَكَانَ حسن السِّيرَة كثير الْمَعْرُوف وَاسْتقر فِي الْخلَافَة من بعده ابْنه الْمُسْتَنْصر بِاللَّه أَبُو جَعْفَر الْمَنْصُور وعمره عشرُون سنة فوردت عَلَيْهِ رسل مُلُوك الْأَطْرَاف وَبعث الْملك الْكَامِل فِي الرسَالَة معِين الدّين حسن بن شيخ الشُّيُوخ صدر الدّين بن حمويه فَلَمَّا قدم بَغْدَاد قَالَ نِيَابَة عَن الْملك الْكَامِل وَهُوَ بَين يَدي الْوَزير مؤيد الدّين أبي الْحسن مُحَمَّد بن مُحَمَّد القمي: عبد الدولة المقدسة المستنصرية يقبل العتبات الَّتِي يستشفي بتقبيل ثراها ويستكفي بتمسكه من عبوديتها بأوثق عراها ويوالي شكر الله تَعَالَى على إمَاطَة ليل العزاء الَّذِي عَم مصابه بصبح الهناء الَّذِي تمّ نصابه حَتَّى تزحزح عَن شمس الْهدى شفق الإشفاق فَجعل كلمتها الْعليا وَكلمَة معاديها السفلي وزادها شرفاً فِي الْآخِرَة وَالْأولَى. وفيهَا قدم رَسُول عَلَاء الدّين كيقباد ملك الرّوم بتقدمة جليلة إِلَى الْملك الْكَامِل.

<<  <  ج: ص:  >  >>