من الْبِلَاد الشامية غير غَزَّة وصفد وَمَعَهُ بردبك السيفي ونوروز بحماة وَهُوَ مَحْصُور فَلَمَّا تزايد الضّيق على نوروز ودمرداش استدعيا أَعْيَان مَدِينَة حماة. وَمَا زَالا بهم حَتَّى كتبُوا إِلَى الْعجل بن نعير بِأَن نوروز فر من حماة وَلم يبْق بهَا إِلَّا دمرداش وسألوه أَن يَأْخُذ لَهُم الْأمان من الْأَمِير شيخ فَمشى ذَلِك على الْعجل وَركب إِلَى الْأَمِير شيخ وأعلمه بذلك فَبعث فرقة من مماليكه وَمن عرب الْعجل بسلالم تسوروا مِنْهَا على السُّور وَتركُوا خيولهم بِبَاب الجسر ونزلوا الْمَدِينَة فَأخْرج النوروزية خيولهم وركبوا عَلَيْهِم وقتلوهم جَمِيعًا إِلَّا رجلَيْنِ من أُمَرَاء الْعجل وعلقوا الرُّءُوس على السُّور وألزم أَمِير الْعجل حَتَّى كتب إِلَيْهِ بِأَن الصُّلْح قد انْعَقَد بَين نوروز وَشَيخ على أَن يمسك نوروز دمرداش يُسلمهُ لشيخ ويمسك شيخ يُسلمهُ لنوروز فَلم يكذب الْعجل ذَلِك وَركب لوقته وَسَار يُرِيد الْبر فَركب الْأَمِير شيخ فِي إثره ليَرُدهُ فَخرج نوروز ودمرداش بِمن مَعَهُمَا ونهبوا وطاقه وخيله فَبَلغهُ ذَلِك فَعَاد إِلَى حمص ثمَّ سَار عَنْهَا إِلَى القريتين وَكتب إِلَى سودن بقجة أَن يبْعَث الْأُمَرَاء النوروزية والمماليك إِلَى قلعة المرقب وَكتب يطْلب الصُّلْح من نوروز فَأبى عَلَيْهِ وَخرجت السّنة وهم على ذَلِك وَالسُّلْطَان متحرك للسَّفر إِلَيْهِمَا. وَمَات فِي هَذِه السّنة مِمَّن لَهُ ذكر جمَاعَة مِنْهُم نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر التسترِي الْبَغْدَادِيّ مدرس الْمدرسَة الظَّاهِرِيَّة برقوق للحنابلة فِي حادي عشْرين صفر. ومولده بِبَغْدَاد فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَله مصنفات ونظم ونثر. وَمَات الْأَمِير جمال الدّين يُوسُف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَعْفَر بن قَاسم البيري الْحلَبِي. قتل فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء حادي عشر جُمَادَى الْآخِرَة بَعْدَمَا حكم إقليمي مصر وَالشَّام وَلم يفته من السلطة إِلَّا الِاسْم وَقد بسطت تَرْجَمته فِي التَّارِيخ الْكَبِير المقفي وَفِي كتاب دُرَر الْعُقُود الفريدة فِي تراجم الْأَعْيَان المفيدة هُوَ وكل من لَهُ وَفَاة فِي هَذَا الْجُزْء وَيسْتَحق بهَا أَن يذكر إِمَّا بشهرته أَو بفضيلته. وَمَات الْأَمِير أقباي الْكَبِير الطرنطاي رَأس نوبَة الْأُمَرَاء فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سَابِع
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute