الثَّانِي وَأنْفق فِي هَذِه الْحَرَكَة مَالا عَظِيما فَأعْطى كل مَمْلُوك عشْرين ألف دِرْهَم من الْفُلُوس وَأعْطى الْأَمِير تغري بردى والأمير بكتمر حلق ثَلَاثَة آلَاف دِينَار لكل مِنْهُمَا وَلكُل من المقدمين أَلفَيْنِ أَلفَيْنِ وَلكُل من أُمَرَاء الطبلخاناه خَمْسمِائَة دِينَار وَلمن دونهم ثَلَاثمِائَة دِينَار وَلمن دونهم مِائَتي دِينَار. وَأعْطى لقَاضِي الْقُضَاة مجد الدّين سَالم الْحَنْبَلِيّ مائَة دِينَار. وَلم يُعْط غَيره من الْقُضَاة. وَفِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ خَامِس عشرينه: توجه الْأَمِير شيخ من دمشق وأوقع بالعربان وَأخذ لَهُم جمالاً وأغناماً كَثِيرَة فرقها فِي أَصْحَابه وَعَاد فَكثر عِنْده الإرجاف بمسير السُّلْطَان فَلم يثبت للقائه وَخرج من دمشق يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشرينه وَمَعَهُ الْعَسْكَر وَتَبعهُ جانم نَائِب حماة فَلم يشْعر النَّاس بِدِمَشْق فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشرينه إِلَّا والأمير بكتمر جلق قد قدم بعد الظّهْر على حِين غَفلَة فَأدْرك أعقاب الْأَمِير شيخ وَأخذ مِنْهُ جمَاعَة. وَقدم السُّلْطَان بعد الْعشَاء من لَيْلَة الْخَمِيس ثامن عشرينه وَقد ركب من بحيرة طبرية عصر يَوْم الْأَرْبَعَاء على جرائد الْخَيل ليكبس الْأَمِير شيخ ففاته لِأَن النذير عِنْدَمَا أَتَاهُ يَوْم الْأَرْبَعَاء ركب من وقته وَنَجَا بِنَفسِهِ فَمَا بلغ سطح المزة إِلَّا وبكتمر جلق بِدِمَشْق فَمر على وَجهه وَتَبعهُ أَصْحَابه وَفِي يَوْم الْخَمِيس قدمت أثقال السُّلْطَان. وَفِيه نُودي بِدِمَشْق الْأمان والاطمئنان وَلَا ينزل أحد من الْعَسْكَر فِي منزل أحد وَلَا يشوش أحد مِنْهُم على أحد فِي بيع وَلَا شِرَاء. وَنُودِيَ أَن الْأَمِير نوروز هُوَ نَائِب الشَّام. وَقدم الأخناي مَعَ الْعَسْكَر وَقد لَقِي السُّلْطَان بِالطَّرِيقِ فَأَعَادَهُ إِلَى قَضَاء دمشق. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة: صلى السُّلْطَان الْجُمُعَة بالجامع الْأمَوِي وخطب بِهِ وَصلى شهَاب الدّين أَحْمد الباعوني. ثمَّ عوض الباعوني عَن خطابة الْجَامِع الْأمَوِي بخطابة الْقُدس وأضيفت خطابة الْجَامِع الْأمَوِي للأخناي. وَفِي هَذَا الشَّهْر: كَانَ قرا يُوسُف بِالْقربِ من أرزنكان فَبَلغهُ مسير أَحْمد بن أويس إِلَى توريز وَأَنه اتّفق مَعَ شاه رخ بن تمرلنك وأخويه إسكندر وخليل فاعرض قرا يُوسُف عَن محاربة قرا يلك واستعد لِحَرْب بن أويس وعزم على لِقَائِه.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute