الْخَاص وَكَانَ قد تعرف فِي دمشق بزين الدّين عبد الباسط بن خَلِيل - أحد خَواص الْأَمِير شيخ - فأوصله بالأمير شيخ مَعَ مَا رباه بِهِ عِنْده كَاتب السِّرّ فتح الله فَصَارَ من المقربين عِنْده الْمُعْتَمد على قَوْله الموثوق بِهِ. وخلع أَيْضا فِي هَذَا الْيَوْم على فتح الدّين فتح الله وَاسْتقر فِي كِتَابَة السِّرّ على عَادَته. وَقد تقدم أَنه صَار مَعَ الْخَلِيفَة بعد وَاقعَة يَوْم اللجون إِلَى الأميرين شيخ ونوروز فَكَانَا يجلانه بِحَيْثُ إِن أَصْحَاب الْأَمِير شيخ أَنْكَرُوا عَلَيْهِ قِيَامه لَهُ إِذا دخل عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُم: أيا وَيْلكُمْ لما كنت أرى ثِيَاب هَذَا على مقْعد أستاذي الْملك الظَّاهِر وَهُوَ يحادثه سرا. أَيْن كنت أَنا أَقف إِنَّمَا كنت أَقف فِي أخريات المماليك. ثمَّ إِنَّه اخْتصَّ بِهِ وَقَامَ فِي مكايدة النَّاصِر حَتَّى أَقَامَ الْخَلِيفَة وخلع النَّاصِر. ثمَّ مازال بِهِ حَتَّى قَتله فتمكنت رياسته عِنْد أهل الدولة وَصَارَ مِنْهُ منزلَة شيخهم ومشيرهم فَصَارَ يجلس فَوق الْوَزير سعد الدّين إِبْرَاهِيم بن البشيري أَو لم تكن عَادَة كَاتب السِّرّ ذَلِك بل صَار الْوَزير وناظر الْخَاص وناظر الْجَيْش مُدَّة إِقَامَته بعد قتل النَّاصِر فِي دمشق لَا يتمشى أَحْوَالهم إِلَّا بِهِ لتقدمه فِي الدولة وامتنانه بِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي أَقَامَ الْخَلِيفَة ووطأ للْقَوْم سلطانهم. وَفِي ثَالِث عشره: قبض على الْأَمِير بهاء الدّين أرسلان وَالِي الْقَاهِرَة وخلع عَليّ تَاج الدّين تَاج بن سَيْفا القازاني - الْمَعْرُوف بالتاج الشويكي - أحد خَواص الْأَمِير شيخ وندمائه وَاسْتقر فِي ولَايَة الْقَاهِرَة. وَفِي ثامن عشره: أخرج الْأَمِير شيخ عدَّة بِلَاد من أوقاف النَّاصِر مِنْهَا نَاحيَة منبابة على الخانكاة الظَّاهِرِيَّة برقوق وناحية دنديل عَلَيْهَا أَيْضا. وَأخرج أَيْضا عدَّة أَرَاضِي من الرزق الَّتِي وَقفهَا النَّاصِر على الْمدَارِس وَنَحْوهَا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute