للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة فِيهَا أنعم الْكَامِل على ابْنه الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب بحصن كيفا وسيره إِلَيْهَا وَعَاد هُوَ إِلَى الديار المصرية وَمَعَهُ الْملك المسعود صَاحب آمد فَلَمَّا وصل قلعة الْجَبَل أفرج عَنهُ وَأحسن إِلَيْهِ وَأَعْطَاهُ إمرة بديار مصر. وفيهَا قبض الْكَامِل على جمَاعَة من الْأُمَرَاء المصرية. وفيهَا استولى الْملك المظفر صَاحب حماة على حصن بارين وانتزعه من أَخِيه النَّاصِر قلج أرسلان فَسَار قلج أرسلان إِلَى خَاله الْكَامِل فَقبض عَلَيْهِ واعتقله فِي قلعة الْجَبَل حَتَّى مَاتَ. وفيهَا جهز الْملك الْكَامِل عسكراً من الغز والعربان إِلَى يَنْبع من أَرض الْحجاز - عَلَيْهِم عَلَاء الدّين آق سنقر الزَّاهدِيّ - فِي شَوَّال وعدتهم سَبْعمِائة وَسبب ذَلِك وُرُود الْخَبَر بمسير الشريف رَاجِح من الْيمن بعسكر إِلَى مَكَّة وَأَنه قدمهَا فِي صفر وَأخرج من بهَا من المصريين بِغَيْر قتال فَقدم الزَّاهدِيّ فِي الْمَوْسِم وتسلم مَكَّة وَحج بِالنَّاسِ وَترك بِمَكَّة ابْن محلي وَمَعَهُ خَمْسُونَ فَارِسًا وَرجع إِلَى مصر. وفيهَا توفّي الْفَخر سُلَيْمَان بن مَحْمُود بن أبي غَالب الدِّمَشْقِي كَاتب الْإِنْشَاء. فَاسْتَحْضر الْملك الْكَامِل نَاسِخا يُقَال لَهُ الْأمين الْحلَبِي كَانَ عِنْد الْأَمِير عز الدّين أيبك - أستادار الْملك الْمُعظم - فِي خدمته يكْتب لَهُ فَلَمَّا حضر الْأمين ليكتب بَين يَدَيْهِ خلع عَلَيْهِ وَأَعَادَهُ إِلَى صَاحبه فتزهد استحياء من النَّاس وَبعث الْكَامِل إِلَى ميافارقين فأحضر الْجلَال بن نباتة ليستكنبه فَلَمَّا حضر خلع عَلَيْهِ وَأَعَادَهُ وَلم يستكتبه الْأَشْرَف صَاحب دمشق. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشر رَمَضَان: سلطن الْملك الْكَامِل وَلَده الْملك الْعَادِل سيف الدّين أَبَا بكر وأركبه بشعار السلطنة وشق بِهِ الْقَاهِرَة وعمره يَوْمئِذٍ إِحْدَى عشرَة سنة وَكَانَ الْكَامِل يُحِبهُ وَيُحب أمه حبا زَائِدا.

<<  <  ج: ص:  >  >>