للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وانقضي هَذَا الشَّهْر وَقل دَار بِالْقَاهِرَةِ ومصر وظواهرهما لم يكن بهَا حزن على ميت وَأَقل مَا قيل أَنه مَاتَ من عَاشر الْمحرم إِلَى آخر هَذَا الشَّهْر عشرُون ألفا وَالْمُكثر يُبَالغ فِي الْعدَد. وَفِيه كَانَت وقْعَة فِي عاشره بَين نَائِب حلب وَبَين كزل قَرِيبا من دربساك انهزم فِيهَا كزل وَقتل وجرح مِنْهُ جمَاعَة وَأخذ كردِي باك وَقتل وَحمل رَأسه إِلَى مصر. وَفِيه أَخذ حُسَيْن بن كبك ملطية وأساء السِّيرَة فِي أَهلهَا. وَفِيه حَارب نَائِب حلب حميد بن نعير وهزمه وغنم لَهُ كثيرا من الْجمال. شهر ربيع الآخر أَوله الْجُمُعَة: بلغت عدَّة من ورد اسْمه الدِّيوَان من الْأَمْوَات - سوى المارستان والطرحاء - إِلَى مائَة وَعشْرين. وَفِي خامسه: سفر الْأَمِير جَانِبك الصُّوفِي من سجنه بقلعة الْجَبَل إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فسجن بهَا. وَفِيه كَانَت عدَّة من ورد اسْمه الدِّيوَان من الْأَمْوَات نيفا وَسِتِّينَ وَفِي تاسعه كَانَت عدتهمْ ثَلَاثَة وَعشْرين. وَفِي ثَانِي عشره: قبض على الْأَمِير بدر الدّين حسن بن محب الدّين الأستادار بعد مَا أوسعه السُّلْطَان سباً وهم بقتْله ثمَّ عوق نَهَاره بالقلعة فشفع فِيهِ الْأَمِير جقمق الدوادار فَأسلم لَهُ على أَن يحمل ثَلَاثمِائَة ألف دِينَار وَنزل مَعَه آخر النَّهَار وَسبب قَبضه تَأَخّر جوامك المماليك وعليق خيولهم من عَجزه مَعَ كَثْرَة دالته على السُّلْطَان وَبسط لِسَانه المانه عَلَيْهِ. هَذَا والأمير فَخر الدّين بن أبي الْفرج يواصل حمل المَال من الْوَجْه البحري حَتَّى أناف مَا حمله على مائَة ألف دِينَار سوى الْخُيُول وَغَيرهَا. وَفِيه قبض على كثير من التُّجَّار والصيارفة وجمعوا فِي بَيت الْأَمِير جقمق الدوادار وَاشْتَدَّ الْإِنْكَار عَلَيْهِم بِسَبَب غلاء سعر الذَّهَب ومخالفتهم مَا رسم لَهُم بِهِ فِيهِ غير مرّة حَتَّى بلغ المثقال إِلَى مِائَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَالدِّينَار الأفرنتي إِلَى مِائَتَيْنِ وَسِتِّينَ والناصري إِلَى مِائَتَيْنِ وَعشرَة دَرَاهِم، وَبَاتُوا فِي دَاره، محتفظا بهم، وموكلا عَلَيْهِم، حَتَّى تراجع السلكان فِي أَمرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>