ثمَّ رَحل السُّلْطَان ونازل كختا وَحصر قلعتها وَقد نزح أهل كختا ومعامليها عَنْهَا فنصب للرمي على القلعة مدفعا زنة حجره سِتّمائَة رَطْل بالمصري وعدة مدافع دون ذَلِك فَبَيْنَمَا هُوَ فِي حصارها إِذْ ورد الْخَبَر بِقرب قرايوسف وَأَنه يقْصد قرايلك. فبادر قرايلك وجهز ابْنه الْأَمِير حَمْزَة العشاري صُحْبَة نَائِبه الْأَمِير شمس الدّين أَمِير حَمْزَة بهدية من خيل وشعير وَيسْأل الاعتناء بِهِ فَأكْرم السُّلْطَان وَلَده ونائبه وأنزلهما. وَقدم أَيْضا قَاصد طور على نَائِب الرها وقاصد الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن شَهْري نَائِب دوركي وقاصد بيرعمر حَاكم أرزنكان بكتابه أَنه مَشى يُرِيد قرا يلك مَعَه عشرُون ألف فَارس لأَخذه. وَقدم أَيْضا قَاصد الْأَمِير مُحَمَّد بن دولات شاه الْحَاكِم بِأَكْل من ديار بكر وَمَعَهُ مَفَاتِيح قلعتها فأعيدت إِلَيْهِ المفاتيح وَمَعَهَا تشريف أطلسين. فَلَمَّا اشْتَدَّ الْحصار على قلعة كختا وَفرع النقابون من النقب وَلم يبْق إِلَّا إِلْقَاء النَّار فِيهَا طلب قرقماس شمس الدّين أَمِير زاه فَبَعثه السُّلْطَان إِلَيْهِ فجرت أُمُور آلت إِلَى أَنه بعث وَلَده رهنا وَأَنه بعد رحيل السُّلْطَان عَنهُ ينزل فَرَحل السُّلْطَان إِلَى جِهَة كركر وَأقَام الْأَمِير جقمق على كختا وسارت الأثقال إِلَى عين تَابَ فنازل السُّلْطَان قلعة كركر وَنصب عَلَيْهَا منجنيقا يَرْمِي بِحجر زنته مَا بَين السِّتين وَالسبْعين رطلا بالدمشقي وَذَلِكَ فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشرينه. شهر رَجَب أَوله السبت: فِيهِ قدم الْخَبَر من الْأَمِير جقمق بنزول الْأَمِير قرقماس من قلعة كختا وَمَعَهُ حريمه فتسلمها نواب السُّلْطَان وَأَنه توجه وَمَعَهُ قرقماس إِلَى حلب وَقدم الْخَبَر من الْأَمِير منكلي بغا نَائِب ملطية بِأَن طَائِفَة من عَسْكَر قرايوسف نزلُوا تَحت قلعة منشار ونهبوا بيُوت الأكراد وعدى الْفُرَات مِنْهَا نَحْو ثَلَاثمِائَة فَارس وَأَنه ركب عَلَيْهِم وكسرهم وَقتل مِنْهُم نَحْو الْعشْرين وغرق بالفرات نَحْو ذَلِك وَأسر اثْنَي عشر نَفرا وَأَنَّهُمْ سَارُوا إِلَى خرت برت.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute