انقطاعها مِائَتَيْنِ وَخمْس عشرَة سنة، على يَد السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب بن شادي الْكرْدِي وَمَات المستضىء بعد عشر سِنِين تنقص أَرْبَعَة أشهر، فَقَامَ بعده ابْنه النَّاصِر لدين الله أَحْمد، مُدَّة سِتّ وأر بِعَين سنة وَعشرَة أشهر وَثَمَانِية وَعشْرين يَوْمًا، وَفِي أَيَّامه ابْتَدَأَ ظُهُور جنكيزخان. وروؤي النَّاصِر مرّة وَعَلِيهِ قبَاء أَبيض برسوم ذهب فِيهِ، وعَلى رَأسه قلنسوه مذهة مطوقة بوبر أسود من فنك أَو نَحوه يتشبه بملوك الأتراك، وَقَامَ من بعده ابْنه الظَّاهِر بِأَمْر الله مُحَمَّد، فَأم تِسْعَة أشهر وَأَرْبَعَة عشر يَوْمًا، وَمَات. فَقَامَ بعده ابْنه الْمُسْتَنْصر بِاللَّه أَبُو جَعْفَر الْمَنْصُور مُدَّة سبع عشر ة سنة غير شهر، وَقيل خمس عشرَة سنة وأحدج عشر شهرا وَخَمْسَة أَيَّام، وَفِي أَيَّامه قصد التار بَغْدَاد، فاستخدم الْخَلِيفَة مِنْهُم العساكر، حَتَّى بلغت عدتهَا نَحْو مائَة ألف. وَقَامَ من بعده ابْنه المستعصم بِاللَّه عبد الله، فَجمع الْأَمْوَال، وَقطع كثيرا من العساكر، فَقدم التتار بَغْدَاد، وقتلوه فِي سادس